الآية رقم (138) - صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ

الصّبغة هي إدخال لون على لون

والصّبغة تختلف عن الدّهن، فالدّهن خارجيّ أمّا الصبغة فتدخل إلى المسام

وصبغة الله هنا هي الفطرة الّتي فطر النّاس عليها وصبغ النّاس بها، وكلّ مولود يولد على الفطرة كما أخبر الصّادق المصدوق عليه الصّلاة والسّلام، ولكنَّ ما يحدث حوله يوجّهه إلى هنا أو هناك.

أمّا صبغة الله فهي الاتجاه الحقيقيّ.

﴿وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ: أي مداومون على عبادة الله سبحانه وتعالى، مطيعون لأوامره.

صِبْغَةَ: مفعول مطلق لفعل محذوف والتقدير صبغنا الله صبغة.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه.

وَمَنْ: الواو للاعتراض من اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.

أَحْسَنُ: خبره.

مِنَ اللَّهِ: متعلقان باسم التفضيل أحسن.

صِبْغَة: تمييز.

وَنَحْنُ: الواو عاطفة نحن مبتدأ.

لَهُ: جار ومجرور متعلقان بعابدون.

عابِدُونَ: خبر والجملة معطوفة على قوله آمنا بالله.

(ومن أحسن من الله): اعتراضية لا محل لها.

صِبْغَةَ اللَّهِ: سمي الدين صبغة بطريق الاستعارة، حيث تظهر سمته على المؤمن، كما يظهر أثر الصبغ في الثوب.

صِبْغَةَ اللَّهِ: الصبغة في اللغة: اسم لهيئة صبغ الثوب، وجعله بلون خاص، فهي الحالة التي عليها الصبغ، والمراد بها هنا الإيمان أو

دين الله الذي فطر الناس عليه، لظهور أثره على صاحبه، كالصبغ في الثوب.

والإيمان أو الدين مطهِّر للمؤمنين من أدران الشرك، وهو حلية تزينهم بآثاره الجميلة، وهو متداخل ومنتشر في قلوب المؤمنين

كما يتداخل الصبغ.

وبه يتبين أنَّ الإيمان يشبه الصبغة في التطهير والحلية والتداخل.