﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ﴾: هذه جملة خبريّة، نزلت بأُحُد لكنّ كلام القرآن يستوعب الزّمان والمكان، يقول سهل بن سعد: شهدت النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حين كُسِرَت رباعيته وجرح وجهه وهشّمت البيضة على رأسه، وإنّي لأعرف من يغسل الدّم عن وجهه، ومن ينقل عليه الماء، وماذا جعل على جرحه حتّى رقأ الدّم، كانت فاطمة بنت محمّد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تغسل الدّم عن وجهه، وعليّ رضي الله عنه ينقل الماء إليها في مجنّة، فلمّا غسلت الدّم عن وجه أبيها أحرقت حصيراً حتّى اذا صارت رماداً أخذت من ذلك الرّماد فوضعته على وجهه حتّى رقأ الدّم ثمّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم يومئذ: «اشتدّ غضب الله على قوم كَلَموا وجه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم »، ثمّ مكث ساعة ثمّ قال: «اللّهمّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون»([1])
فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ: الفاء للاستئناف الباء حرف جر ما زائدة رحمة اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بالفعل لنت، لهم متعلقان بالفعل لنت من الله لفظ الجلالة في محل جر ومتعلقان برحمة والجملة مستأنفة
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ: الواو عاطفة لو شرطية غير جازمة وكان واسمها وخبراها القلب مضاف إليه
لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ: اللام واقعة في جواب الشرط، وفعل ماض متعلق به الجار والمجرور بعده والواو فاعله والجملة جواب شرط غير جازم.
فَاعْفُ عَنْهُمْ: الفاء هي الفصيحة، اعف فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل أنت عنهم متعلقان بالفعل قبلهما
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ: الجملتان معطوفتان
جملة «اعف» جواب شرط غير جازم
فَإِذا: الفاء للاستئناف إذا ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بتوكل
عَزَمْتَ: فعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة
جملة «فَتَوَكَّلْ» لا محل لها جواب شرط غير جازم.
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ: إن ولفظ الجلالة اسمها وجملة يحب المتوكلين خبرها وجملة «إِنَّ اللَّهَ» تعليلية.
لِنْتَ: لَهُمْ اللين: الرفق والتساهل في المعاملة، أي سهلت أخلاقك إذ خالفوك.
فَظًّا: سيء الخلق، شرس الطباع
غَلِيظَ الْقَلْبِ: قاسياً جافيًا لا يتأثر قلبه بشيء
لَانْفَضُّوا: تفرقوا من حولك
فَاعْفُ: تجاوز عما أتوه
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ: ذنبهم لأغفر لهم
وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ: تعرّف على آرائهم في سياسة الأمة في الحرب والسلم وشؤون الحياة الدنيوية تطييبا لقلوبهم، وليستن بك
وكان صلّى الله عليه وسلّم كثير المشاورة لهم
فَإِذا عَزَمْتَ: على إمضاء ما تريد بعد المشاورة
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ: ثق به بعد المشاورة، والتوكل: الاعتماد على الله في كل أمر.