الآية رقم (103) - خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً﴾: الصّدقة هنا ليست الزّكاة، قال سبحانه وتعالى :﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ ]الذّاريات[، فعندما يقول سبحانه وتعالى : ﴿حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ فهذه صدقةٌ، أمّا عندما يقول﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ ]المعارج[، فهذه زكاةٌ، هنا صدقةٌ للتّكفير عن أفعالهم، والمال في الحقيقة لله سبحانه وتعالى ، وليس ملكاً للإنسان، لكنّ الله U عندما يطمئن الإنسان إلى حركته في الحياة يقول له: إنّ هذا المال هو مالك.

﴿تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾: تطهّرهم من الرّجس، وتزكّيهم لتطهير ما قاموا به من تخلّفٍ عن رسول الله : عند ذهابه إلى غزوة تبوك.

﴿ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾: أي ادع لهم؛ لأنّ الصّلاة في اللّغة هي الدّعاء.

﴿ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾: دعاء النّبيّ ﷺ سيكون سكناً؛ أي اطمئناناً.

﴿وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾: لم يقل: (غفورٌ رحيمٌ)؛ لأنّ صدر الآية يختلف عن صدر الآية السّابقة الّتي فيها﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، بينما هنا يقول سبحانه وتعالى  للنّبيّ ﷺ: خذ من أموالهم صدقةً لتطهيرهم وتزكيتهم، وادعُ لهم، فالله سبحانه وتعالى  سميعٌ وعليمٌ بما في قلوبهم.

«خُذْ»: أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة.

«مِنْ أَمْوالِهِمْ»: متعلقان بخذ والهاء مضاف إليه.

«صَدَقَةً»: مفعول به.

«تُطَهِّرُهُمْ»: مضارع فاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة حال.

«وَتُزَكِّيهِمْ»: معطوفة على وتطهرهم.

«بِها»: متعلقان بتزكيهم.

«وَصَلِّ»: معطوف على خذ وهو أمر مبني على حذف حرف العلة وفاعله مستتر.

«عَلَيْهِمْ»: متعلقان بصل.

«إِنَّ صَلاتَكَ»: إن واسمها.

«سَكَنٌ»: خبرها والجملة تعليل.

«لَهُمْ»: متعلقان بسكن.

«وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»: مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة.

صَدَقَةً: ما ينفقه المؤمن قربة لله.

وَتُزَكِّيهِمْ بِها: تنمي بها حسناتهم وترفعهم إلى منازل المخلصين، فأخذ ثلث أموالهم وتصدق بها.

وَصَلِّ عَلَيْهِمْ: ادع لهم واستغفر.

سَكَنٌ: أي تسكن إليها نفوسهم وتطمئن بها قلوبهم، والسكن في الأصل: ما تسكن إليه النفس وترتاح من منزل وأهل ومال ودعاء وثناء.

وَاللَّهُ سَمِيعٌ لاعترافهم عَلِيمٌ بندامتهم.