الآية رقم (18) - ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا

﴿ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا﴾: فما دمتم قد نبتّم من الأرض فعند انتهاء آجالكم المكتوبة ستعودون إلى جوفها فيختلط رفاتكم بتربتها وتندمج ذرّاتكم مع ذرّاتها، فإذا شاء الله تعالى أن يُعيدكم فلا تتساءلوا: كيف؟ فذرّاتكم موجودة، والحقّ تعالى يقول: ﴿أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾[ق]، هكذا يستدلّ الحقّ تعالى بالخَلْق الأوّل على إمكان الخلق الثّاني، فإن كنتم تتعجّون من أنّكم تعودون بعد أن أوجد الحقّ تعالى أجزاءكم وذرّاتكم ومواصفاتكم، فانظروا إلى الخَلْق الأوّل، فقد خلقكم من لا شيء، أفيعجز أن يُعيدكم من شيءٍ؟ وهو تعالى يُعيد الإنسان في الأرض التّي خُلِق منها، فيصير تُراباً.

﴿وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا﴾: أي: يُخرجكم من الأرض إلى البعث، فيؤكّد تعالى أمر إخراجهم بالمصدر ﴿إِخْرَاجًا ﴾، كأنّه قال: يُخرِجكم حقّاً لا محالة، لا شكّ في هذا.

«ثُمَّ يُعِيدُكُمْ» ثم حرف عطف ومضارع ومفعوله والفاعل مستتر

«فِيها» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها

«وَيُخْرِجُكُمْ» معطوف على يعيدكم

«إِخْراجاً» مفعول مطلق.