الآية رقم (19) - وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا

وصف الحقّ تعالى الأرض هنا بأنّها بساطٌ، وفي آيةٍ أخرى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾[البقرة: من الآية 22]، يعني بساطاً، وفي آيةٍ أخرى قال عز وجل: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا﴾[طه: من الآية 53]؛ أي: بساطاً، فالحقّ تعالى يُذَكِّر قوم نوح بنعمه على الخلق: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا﴾ تستقرّون عليها، فجعلها الحقّ تعالى كالشّيء المبسوط الّذي ينتفع ببسطه، ولو لم يجعلها كذلك لم يتوصّلوا إلى حوائجهم ولا الانتفاع بها، وهذا يُسَهِّل التّصرّف فيها والتّنقّل من بلدٍ إلى بلدٍ، فالأرض إن لم تُبسَط وتُمَدّ لم تكن صالحة للإنسان أن يعيش عليها براحة وسهولة، وإلّا كانت الحياة عليها بشقّ الأنفس كهؤلاء الّذين يعيشون في الجبال، أمّا الأكثريّة من النّاس فيعيشون فيما مدّ الله تعالى وبسط من الأرض في الوديان وحول الأنهار، لذلك يمتنّ الله عز وجل على قوم نوح عليه السلام بأنّه جعل لهم الأرض بساطاً أرضاً ممهّدة يعيشون عليها ويتنقّلون فيها بسهولة، لذلك قال تبارك وتعالى بعدها: