الآية رقم (117) - إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا

﴿إِن يَدْعُونَ﴾: إن هنا ليست أداة شرط، بل بمعنى (ما)، أي ما يدعون من دونه إلّا إناثاً؛ لأنّهم كانوا يقولون عن الملائكة: هم بنات الله جلّ وعلا، ويعبدونهم من دونه عزَّ وجل.

﴿وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا﴾: الحقيقة ما يدعون إلّا شيطاناً مريداً، كلمة المريد أي ملمسه أملس؛ فهو يتهرّب من كلّ أمرٍ من الأمور، المريد: الأملس الّذي لا تستطيع أن تحصل عليه ولا أن تمسك به، ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [إبراهيم]، إذاً هو فقط يعد النّاس وعداً، وهذا الوعد مريدٌ؛ لأنّه لا يُمسَك من مكان.

إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون تعلق به الجار والمجرور بعده والواو فاعله وإناثا مفعوله إلا أداة حصر وإن نافية بمعنى ما لا عمل لها

وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً: كالجملة التي قبلها ومريدا صفة والجملة معطوفة

إِنْ يَدْعُونَ: إن نافية بمعنى ما أي ما يعبد المشركون أو يتوجهون ويطلبون المعونة، وهذا نوع من العبادة

إِلَّا إِناثاً: أصناماً مؤنثة كاللات والعزى ومناة.

وَإِنْ يَدْعُونَ: ما يعبدون بعبادتها

إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً: متمرناً على الخبث، خارجاً عن الطاعة، لطاعتهم له فيها وهو إبليس

والشيطان: هو الخبيث المؤذي من الجن والإنس.

والمراد من قوله: مَرِيداً أنه مرن على الإغواء والإضلال، أو تمرد واستكبر عن الطاعة، فالمريد: العاتي المتمرد.