﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾: فتح سبحانه وتعالى باب التّوبة فهو يغفر كلّ الذّنوب بدليل هذه الآية، وأطلق مشيئته سبحانه وتعالى.
﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾: إذاً هو يغفر كلّ الذّنوب باستثناء الإشراك بالله جلَّ جلاله، قد يقول قائلٌ: إنّ الله سبحانه وتعالى يقول في آيةٍ أخرى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزّمر]، فكيف يقول: إنّه يغفر الذّنوب جميعاً، وهنا يقول: إنّه لا يغفر أن يشرك به؟ يجب أن نتبيّن أنّ الإشراك بالله سبحانه وتعالى ليس ذنباً، فالذّنب هو أن تعصي وأنت تعلم أنّ هناك إلهاً، أمّا أن تنكر وجود الله فهذا إشراكٌ وليس ذنباً، فلا تناقض بين الآيتين.
﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ﴾؛ لأنّه لا تستقيم الأمور أنّ يغفر الله لمن لا يؤمن به، فهو يغفر لمن يؤمن به ويرتكب الذّنوب ومن ثمّ يتوب، والله تعالى يغفر لمن يشاء كما جاءت هذه الآية، وقد فتح سبحانه وتعالى باب التّوبة.