الآية رقم (189) - يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

السّؤال الّذي وُجّه للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن الأهلّة حقيقةً لم يكن مقصوداً منه معرفة أحكام الشّرع، وإنّما هو سؤال تعجيز للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من قِبَل اليهود والمشركين في ذلك الوقت، فالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يكن عالم فلك، وإنّما بُعِث صلَّى الله عليه وسلَّم هادياً ومبشّراً ونذيراً وداعياً إلى الله، لذلك فإنّه لا يمكن أن يجيب النّاس في ذلك الوقت إلّا وفق قدرة عقولهم على تقبّل المعلومات، فالعقول لا تطيق المعاني العلميّة في ذلك الوقت؛ لأنّه لم يكن معروفاً أنّ الأرض كرويّة، ولا شيء عن علوم الفضاء وما فيه من مجرّات ونجوم وشمس وقمر، قال تبارك وتعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا) [يونس: من الآية 5]، وإنّما يُنتظر حتّى يأتي زمن يكشف النّاس عن الحقائق العلميّة

يَسْئَلُونَكَ: فعل مضارع والواو فاعل والكاف مفعول به.

عَنِ الْأَهِلَّةِ: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما والجملة مستأنفة.

قُلْ: فعل أمر والفاعل أنت والجملة مستأنفة.

هِيَ: مبتدأ.

مَواقِيتُ: خبره والجملة مقول القول.

لِلنَّاسِ: متعلقان بمحذوف صفة لمواقيت.

وَالْحَجِّ: معطوف على الناس وجملة

قُلْ: مستأنفة.

وَلَيْسَ: الواو استئنافية ليس فعل ماض ناقص.

الْبِرُّ: اسمها.

بِأَنْ: الباء حرف جر زائد أن حرف مصدري ونصب.

تَأْتُوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون والواو فاعل وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل نصب خبر ليس.

الْبُيُوتَ: مفعول به.

مِنْ ظُهُورِها: متعلقان بالفعل قبلهما.

وَلكِنَّ: الواو عاطفة لكن حرف مشبه بالفعل.

الْبِرَّ: اسمها.

مِنْ: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر لكن.

اتَّقى:  فعل ماض والفاعل هو والجملة صلة الموصول.

وَأْتُوا: الواو عاطفة أتوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة معطوفة.

الْبُيُوتَ: مفعول به.

مِنْ أَبْوابِها: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما.

وَاتَّقُوا اللَّهَ: فعل أمر وفاعل ولفظ الجلالة مفعول به والجملة معطوفة.

لَعَلَّكُمْ: لعل واسمها.

تُفْلِحُونَ: فعل مضارع وفاعل والجملة خبر، والجملة الاسمية حالية.

الْأَهِلَّةِ: جمع هلال، وهو القمر، لم يبدو دقيقاً في ليلتين أو ثلاث من أول كل شهر، ثم يزيد حتى يمتلئ نوراً، ثم يعود كما بدأ، ولا يكون على حالة واحدة كالشمس.

مَواقِيتُ: جمع ميقات، وهو ما يعرف به الوقت أي الزمن المقدر المعين.

فبالأهلة يعرف الناس أوقات زرعهم ومتاجرهم وعدد نسائهم وصيامهم وإفطارهم، وأوقات صلواتهم، وزمان الحج، فيعلم بالأهلة وقته أيضًا، وهو من عطف الخاص على العام.

وإنَّما سمي هلالاً، لظهوره بعد خفائه، ومنه الإهلال بالحج، لظهور الصوت بالتلبية، أو لأنَّ الناس عند ظهور الهلال يرفعون أصواتهم بذكره عند رؤيته.

ويسمى هلالاً لليلتين أو لثلاث من الشهر، ثم يسمى قمرًا.

وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها: في الإحرام، بأن تنقبوا فيها نقباً تدخلون منه وتخرجون، وتتركوا باب البيت، وكانوا يفعلون ذلك، ويزعمونه برًّا. وَلكِنَّ الْبِرَّ ذا البر.

مَنِ اتَّقى: الله بترك مخالفته

والبر: التقوى.

وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها: في الإحرام كغيره.

تُفْلِحُونَ: تفوزون.