فالشّمس ضياء؛ لأنّ نورها ذاتيّ، والقمر مُضاء بانعكاس ضوء الشّمس عليه فهو نور، إذاً ما نراه هلالاً له علاقة بالشّمس وليس بالقمر. وفي ذلك الوقت لو أراد النّبيّ : أن يبيّن للنّاس ما هي حقيقة ظهور الهلال صغيراً ثمّ يكبر ثمّ يكبر لطاشت عقولهم ولما استوعبت بأنّ الأرض كرويّة تدور، وأنّ ضوء القمر نور ينعكس من أشعة الشّمس وضيائها، فالقرآن الكريم يعطي إجابات أوّلاً تحيل النّاس إلى الوظيفة الإيمانّية الّتي يريدها الله سبحانه وتعالى من البشر؛ لأنّ القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاب فيزياء وفضاء، لكن لا يمكن أن تأتي فيه آية أو كلمة تناقض العلم مهما تطوّر، وفي أيّ وقت من الأوقات عبر الأزمان ولو بعد آلاف الأعوام، ولكنّ الحقائق العلميّة جاءت مكتنزة في كتاب الله سبحانه وتعالى، لذلك يُعطي الجواب الّذي يُفيد النّاس، فماذا أجاب المولى سبحانه وتعالى على هذا السّؤال؟
(قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ): التّوقيت، أنت توقّت الشّهر بالقمر، أمّا اليوم فبالشّمس، إذاً يتعلّق بالزّمن.
الأهلّة وظهور الهلال بهذا الشّكل هي توقيت للنّاس، والموضوع يتعلّق بالأهلّة، والعبادات مرتبطة زمنيّاً بالهلال.
هناك حقائق علميّة كثيرة أشار إليها القرآن الكريم، مجرّد أنّه حدّد بأنّها مواقيت للنّاس والحجّ أيضاً، (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ) [البقرة: من الآية 197]، مجرّد ارتباط هذا الأمر أو هذه العبادة بالهلال، كما في الصّيام: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البقرة: من الآية 185].