﴿الْإِنْسَانَ﴾: المراد جنس الإنسان.
وهذه الآية هي جواب القَسَم: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾.
فالمولى سبحانه وتعالى يمتنّ على البشريّة جمعاء، فقد خلق سبحانه وتعالى الكون والإنسان، ولا بدّ أن يكون هذا الإنسان هو الموضوع الأساسيّ، وموضوع الرّسالة، وقد تحدّث سبحانه وتعالى عن تشكيل وتصوير خلق الإنسان خلقاً مادّيّاً في أحسن تقويمٍ، ومراحل الخلق: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ_ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً * فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون]، خلقه سبحانه وتعالى من طينٍ وصوّره على هذه الهيئة الّتي أرادها جلَّ جلاله ، حيث جعل سبحانه وتعالى النّطفة في قرارٍ مكينٍ، ثمّ خلق النّطفة خلقاً آخر، لذلك قال: ﴿خَلَقْنَا﴾، ولم يقل: (جعلنا)، فالنّطفة يخلقها علقةً، ثمّ يخلق العلقة مضغةً، ثمّ يخلق المضغة عظاماً، فيكسو العظام لحماً، ثمّ يُنشئه خلقاً آخر، وهذا كلّه عن خلق الإنسان المادّيّ، أمّا عن خلق الإنسان وسط شقاء الدّنيا ومتاعبها قال سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ [البلد].