المحاجّة هي الحوار بالحجّة، واليهود أهل جدل وكانوا يحاجّون رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقل لهم يا محمّد: إنّ الله سبحانه وتعالى ربّ الجميع، وهو ربّ العالمين وليس ربّ المسلمين وحدهم ولا ربّ اليهود وحدهم، وليس ربّ دين من الأديان دون غيره، بدليل أنّنا نبدأ صلاتنا بقولنا: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ [الفاتحة].
فالمسلمون ليسوا عنصريّين، ونحن نقبل بما جاء به القرآن الكريم، ﴿وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ﴾ [البقرة: من الآية 139]، فالفارق بين النّاس هو العمل الصّالح الخالص لوجه الله، العمل بإخلاص، وهناك من يعمل الخير ولكن يحبّ أن يطّلع النّاس عليه وهو يقوم بهذا العمل، وهذا هو الرّياء.
وقد قال شدّاد بن أوس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «أخوف ما أخاف على أمّتي الشّرك والشّهوة الخفيّة» قلت: يا رسول الله، أتشرك أمّتك من بعدك؟، قال: «نعم، أما إنّهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكن يراؤون بأعمالهم…»([1])، أي مراءاة النّاس بالعمل، ونصف الدّين يتلخّص في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرىء ما نوى»([2])، أي يجب أن يقترن العمل بنيّة الإخلاص لوجه الله سبحانه وتعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ