الآية رقم (7) - خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ

الختم: يعني إغلاق منافذ القلب والإدراك.

ووسائل الإدراك هي الحواسّ، والله عزَّوجل يقول: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النّحل]، والقلب (الفؤاد) والسّمع والبصر أدوات إدراك، تسمع بها وترى آيات الله سبحانه وتعالى، تسمع الدّعوة إلى الله، تسمع القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فهذه هي الأدوات الّتي يُدرك بها الإنسان، ويُتوصل من خلالها إلى الإيمان.

ولماذا قلنا: القلب وليس العقل؟ هل القلب يعقل؟

الجواب: أنّ القلب يتلقّى كل ما يعقده العقل ويستقرّ كثابت في العقل، ويعقد عليه، فيصبح عقيدة في القلب. فالعقل يتفكّر فيما يرد إليه عن طريق الحواسّ، وبعد أن يستنتج ويؤمن ويتوصّل إلى الحقائق، تستقرّ في القلب لتصبح عقيدة.

خَتَمَ: فعل ماض.

اللَّهِ: لفظ الجلالة فاعل.

عَلى قُلُوبِهِمْ: متعلقان بختم.

وَعَلى سَمْعِهِمْ: الواو عاطفة، على سمعهم معطوف على ما قبله.

وَعَلى أَبْصارِهِمْ: الواو استئنافية

على أبصارهم: متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

غِشاوَةٌ: مبتدأ مؤخر.

وَلَهُمْ: الواو عاطفة، لهم متعلقان بمحذوف خبر.

عَذابٌ: مبتداء مؤخر.

عَظِيمٌ: صفة. والجملتان معطوفتان.

خَتَمَ اللَّهُ: طبع الله عليها بالخاتم، والمراد: أغلقت قلوبهم، فلا يدخلها إيمان ونور.

غِشاوَةٌ: غطاء وستر، والمقصود: التعامي عن النظر إلى آيات الله

خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ استعارة تصريحية، شبه قلوبهم لتأبيها عن الحق بالوعاء المختوم عليه، واستعارة لفظ الختم بطريق

الاستعارة التصريحية، للتصريح بلفظ المشبه به وحذف المشبه وأداة التشبيه ووجه الشبه.

وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ: التنكير فيه للتعظيم والتهويل، ثم وصفه مع ذلك بعظيم يدل على أنه بالغ حدّ العظمة كمّا وكيفاً، فهو شديد

الإيلام، وطويل الزمان.