ليس في القرآن الكريم تكرار ولكن لذلك أسرار، وعلينا أن نبحث عن السرّ في كلّ كلمة ترد في كتاب الله، وعن مناط الكلمة الّتي وردت وأسبابها، وهذه الآية سبق مثلها تماماً، ولكنّ المعنى يختلف بحسب السّياق، وعلينا أن نبحث فيما سبقها وما جاء بعدها، والآية الّتي سبقت جاءت في سياق الحديث عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب فقال لهم الله سبحانه وتعالى: إنّ نسبكم لن يشفع لكم عند الله سبحانه وتعالى، ولا يستطيع آباؤكم أن يدخلوكم الجنّة ما لم تعملوا بأنفسكم.
أمّا الآية هنا فقد سبقت الحديث عن مزاعم اليهود بأنّ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق كانوا هوداً أو نصارى فقال لهم الله سبحانه وتعالى: لا حجّة لكم يوم القيامة حتّى لو كان إبراهيم يهودياً فلا حجّة لكم في عدم إيمانكم؛ لأنّ لهم ما كسبوا ولكم ما كسبتم.
والفارق كبير بين الآيتين ويُعرف ذلك من خلال محور الحديث الّذي صاحب الآية السّابقة والآية اللّاحقة، فالآية الأولى تعني أنّه لا شفاعة لكم، والآية الثّانية تعني أنّه لا حجّة لكم.
ولا تسألون عن أعمالهم إنّما تسألون عن أعمالكم أنتم.