يعالج القرآن الكريم الآن دخائل النّفس والعلاقة الزّوجيّة بين الزّوج والزّوجة، والإسلام وضع عنواناً للزّواج هو من أرقى العناوين الّتي لا يعرفها الغرب المتبجّح الّذي يتحدّث عن حقوق الإنسان، وأولئك الّذين يحاولون أن يتهجّموا على الدّين بحجّة أنّ الدّين هو التّخلّف والإرهاب ومصدر التّطرّف وكلّ الشّرور حسب زعمهم، والحقيقة تختلف تماماً، الإسلام مصدر الخير والأديان جاءت من أجل مصلحة الإنسان، وهنا يضع ضوابط للعلاقة الزّوجيّة بين المرأة والرّجل: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الرّوم]، جعل المودّة في بداية الزّواج وهي الحبّ ووداد القلب، وبعد مرور عدّة سنواتٍ على الزّواج عندما تكبر المرأة وتحمل وتلد وتُرضع وتعمل وتفني نفسها في سبيل زوجها وأولادها، فالرّحمة يجب أن تكون عنواناً للعلاقة الزّوجيّة، والرّحمة هي منطلق كلّ خيرٍ بين الرّجل والمرأة، أن تكون المرأة رحيمةً بزوجها والزّوج رحيماً بزوجته، لذلك وضع الإسلام عدّة قواعد للعلاقة بين الرّجل والمرأة ومنها هذه القاعدة: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا﴾، والنّشوز: هو الخروج عن الأمر المألوف، النّفور؛ أي نفور الرّجل من المرأة، ﴿أَوْ إِعْرَاضًا﴾: أعرض عنها، ﴿فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا﴾: بداية للتّفرقة أو الطّلاق أو لنشوز الرّجل عن المرأة أو لإعراض الرّجل عن المرأة أهمّ شيءٍ هو الصّلح.
وَإِنِ امْرَأَةٌ: إن شرطية امرأة فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل بعده.
خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور فاعله مستتر ونشوزا مفعوله والجملة تفسيرية
أَوْ إِعْراضاً: عطف
فَلا جُناحَ عَلَيْهِما: لا نافية للجنس واسمها المبني على الفتح والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة في محل جزم جواب الشرط
أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما: المصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف الخبر أيضا والظرف بينهما متعلق بيصلحا
صُلْحاً: مفعول مطلق
وَالصُّلْحُ خَيْرٌ: مبتدأ وخبر والجملة اعتراضية.
وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحّ: فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعله وهو المفعول الأول الشح المفعول الثاني والجملة في محل نصب حال أو اعتراضية
وَإِنْ تُحْسِنُوا: إن شرطية فعل الشرط مجزوم والواو فاعل والجملة مستأنفة
وَتَتَّقُوا: عطف
فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً: جملة «تَعْمَلُونَ» صلة الموصول وجملة «فَإِنَّ اللَّهَ» تعليلية لا محل لها وجواب الشرط محذوف تقديره: إن تحسنوا وتتقوا فالله يجازيكم خيرا.
خافَتْ مِنْ بَعْلِها: توقعت من زوجها ما تكره
نُشُوزاً: ترفعاً وتكبرًا عليها بترك مضاجعتها والتقصير في نفقتها لبغضها وطموح عينه إلى أجمل منها
أَوْ إِعْراضاً: عنها بوجهه أي ميلاً وانحرافاً
فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً: في القسم والنفقة، بأن تترك له شيئًا، طلبا لبقاء الصحبة، فإن رضيت بذلك وإلا فعلى الزوج أن يوفيها حقها أو يفارقها
وَالصُّلْحُ خَيْرٌ: من الفرقة والنشوز والإعراض
وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ: شدة البخل أي إنَّ الشح حاضر لها لا يغيب عنها، أي جبلت مطبوعة عليه، فكأنها حاضرته لا تغيب عنه، المعنى أن المرأة لا تكاد تسمح بنصيبها من زوجها، والرجل لا يكاد يسمح لها بنفسه إذا أحب غيرها.
وَإِنْ تُحْسِنُوا: عشرة النساء
وَتَتَّقُوا: الجور عليهن
فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً: فيجازيكم به