الآية رقم (128) - وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا

﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾: دائماً الإسلام يدعو إلى الإصلاح، وإلى إصلاح ذات البين، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصّيام والصّلاة والصّدقة؟»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة»([1])، أوّل الإصلاح يكون بين الرّجل وزوجته ووضع الحلول المناسبة لمشكلات الحياة الّتي تعترض العلاقة الزّوجيّة، فلذلك قال المولى سبحانه وتعالى: ﴿فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ﴾، إنَّ الأنفس بطبيعتها فيها شحٌّ؛ أي بخلٌ، فتكون المرأة حريصةً على المهر وعلى المال، ويكون الرّجل حريصاً على النّفقةِ، فكلّ ما يتعلّق بالأمور المادّية الّتي هي بطبيعة النّفوس فيها شحٌّ، يجب أن تُبعد وألّا تحضر في مجال الصّلح، فالصّلح خيرٌ.

وَإِنِ امْرَأَةٌ: إن شرطية امرأة فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل بعده.

خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور فاعله مستتر ونشوزا مفعوله والجملة تفسيرية

أَوْ إِعْراضاً: عطف

فَلا جُناحَ عَلَيْهِما: لا نافية للجنس واسمها المبني على الفتح والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة في محل جزم جواب الشرط

أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما: المصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف الخبر أيضا والظرف بينهما متعلق بيصلحا

صُلْحاً: مفعول مطلق

وَالصُّلْحُ خَيْرٌ: مبتدأ وخبر والجملة اعتراضية.

وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحّ:  فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعله وهو المفعول الأول الشح المفعول الثاني والجملة في محل نصب حال أو اعتراضية

وَإِنْ تُحْسِنُوا: إن شرطية فعل الشرط مجزوم والواو فاعل والجملة مستأنفة

وَتَتَّقُوا: عطف

فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً: جملة «تَعْمَلُونَ» صلة الموصول وجملة «فَإِنَّ اللَّهَ» تعليلية لا محل لها وجواب الشرط محذوف تقديره: إن تحسنوا وتتقوا فالله يجازيكم خيرا.

خافَتْ مِنْ بَعْلِها: توقعت من زوجها ما تكره

نُشُوزاً: ترفعاً وتكبرًا عليها بترك مضاجعتها والتقصير في نفقتها لبغضها وطموح عينه إلى أجمل منها

أَوْ إِعْراضاً: عنها بوجهه أي ميلاً وانحرافاً

فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً: في القسم والنفقة، بأن تترك له شيئًا، طلبا لبقاء الصحبة، فإن رضيت بذلك وإلا فعلى الزوج أن يوفيها حقها أو يفارقها

وَالصُّلْحُ خَيْرٌ: من الفرقة والنشوز والإعراض

وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ: شدة البخل أي إنَّ الشح حاضر لها لا يغيب عنها، أي جبلت مطبوعة عليه، فكأنها حاضرته لا تغيب عنه، المعنى أن المرأة لا تكاد تسمح بنصيبها من زوجها، والرجل لا يكاد يسمح لها بنفسه إذا أحب غيرها.

وَإِنْ تُحْسِنُوا: عشرة النساء

وَتَتَّقُوا: الجور عليهن

فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً: فيجازيكم به