الآية رقم (127) - وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا

هناك جملتان تردان في كتاب الله سبحانه وتعالى:

– الأولى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ﴾.

– والثّانية: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ﴾.

ما هو الفارق بينهما؟ يسألونك عن حكمٍ لم ينزل به شرعٌ من الله تبارك وتعالى، كقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾ [البقرة: من الآية 222]،  فيأتي الجواب: ﴿قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ﴾ [البقرة: من الآية 222]، ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ [البقرة: من الآية 189]، ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ [البقرة].

أمّا ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ﴾ فهو السّؤال عن حكمٍ قد نزل وهو موجودٌ، ولكنّهم يريدون أن يستوضحوا عن هذا الحكم، ويعلموا عنه بالتّفصيل، فالفارق بين يسأل ويستفتي أنّ السّؤال هو عن أمرٍ لم يرد، أمّا الاستفتاء أو الفُتية تكون في بيانٍ لحكمٍ نازلٍ، لذلك عندما يقال: إنَّ أحدهم أفتى بأمرٍ، يكون قد بيّن حكم الله سبحانه وتعالى في قضيّةٍ ما، والحكم موجودٌ مُسبقاً.

﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء﴾: يسألون عن موضوع النّساء بشكلٍ عامٍّ.

﴿قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾: يبيّن ويوضّح لكم ويرشدكم فيهنّ.

وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله والكاف مفعوله والجملة مستأنفة

قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ: فيهن متعلقان بالفعل يفتيكم والجملة خبر للمبتدأ الله

جملة «قُلِ» مستأنفة

جملة «اللَّهُ يُفْتِيكُمْ» مقول القول

وَما: الواو عاطفة ما اسم موصول مبني على السكون في محل رفع معطوف على الله ويجوز أن تكون مبتدأ خبره محذوف دل عليه ما قبله

يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ: عليكم متعلقان بالفعل المضارع المبني للمجهول قبلها وكذلك في الكتاب ونائب الفاعل مستتر

فِي يَتامَى: متعلقان بمحذوف بدل من «فِيهِنَّ» وقيل بدل من «فِي الْكِتابِ» أي في حكم وتعليقهما بالفعل «يُتْلى» ليس غريبا.

النِّساءِ: مضاف إليه

جملة «يُتْلى» صلة الموصول.

اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ: فعل مضارع وفاعله ومفعوله والجملة صلة الموصول واسم الموصول في محل جر صفة

ما كُتِبَ لَهُنَّ: الجار والمجرور متعلقان بالفعل المجهول قبلهما والجملة صلة الموصول واسم الموصول في محل نصب مفعول به ثان

وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ: المصدر المؤول من أن والفعل بعدها في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما وجملة ترغبون معطوفة

وَالْمُسْتَضْعَفِينَ: عطف على يتامى النساء.

مِنَ الْوِلْدانِ: متعلقان بالمستضعفين

وَأَنْ تَقُومُوا: المصدر المؤول عطف على يتامى النساء أو على المستضعفين

لِلْيَتامى: متعلقان بمحذوف حال

بِالْقِسْطِ: متعلقان بالفعل قبلهما.

وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ: الجار والمجرور متعلقان بفعل الشرط والواو فاعله واسم الشرط ما مبتدأ

فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِهِ عَلِيماً: الجملة في محل جزم جواب الشرط لاقترانها بالفاء.

وَيَسْتَفْتُونَكَ: يطلبون منك الفتيا

فِي النِّساءِ: في شأن النساء وميراثهن

يُفْتِيكُمْ: يبين لكم ما أشكل عليكم

ما كُتِبَ لَهُنَّ: أي فرض لهن من ميراث وصداق

وَأَنْ تَقُومُوا: أي تعنوا عناية خاصة بهن

بِالْقِسْطِ: بالعدل في الميراث والمهر

فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِهِ عَلِيماً: فيجازيكم به