الآية رقم (123) - لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا

القضيّة ليست بأمانينا ولا بأمانيّ أهل الكتاب؛ أي ليس بأمانيّ كلّ الأديان، ليست القضيّة أمانيّ، مثلاً أنا أتمنّى أن يكون مصيري إلى الجنّة، لا، فالقضيّة واحدةٌ، ﴿مَن يَعْمَلْ﴾ القصّة فيها عملٌ، وبالإيمان لا يوجد أمانيّ لا منّا ولا من أهل الكتاب ولا من كلّ الأديان.

المعادلة الأساسيّة الّتي جاءت بها كلّ الأديان السّماويّة على الإطلاق بيّنها الله سبحانه وتعالى هنا بشكلٍ لا يقبل اللّبس أبداً: من يعمل سوءاً سيكون جزاؤه على السّوء، فالقضيّة هي ما بين أن تعمل صالحاً أو سيّئاً، هذه دعوة الأديان، فكيف تقول: إنّ دين الإسلام أو أيّ دينٍ من الأديان يدعو إلى الكراهية أو إلغاء الآخر أو القتل أو التّطرّف والتّشدّد؟!

﴿مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا﴾: من يعمل السّوء كائناً من كَان، لا بأمانينا ولا بأمانيّ أهل الكتاب.

لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ: فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها والتقدير: ليس دخوله الجنة متعلقا بأمانيكم

وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ: معطوف على ما قبله

مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً: فعل الشرط المجزوم ومفعوله والفاعل مستتر واسم الشرط من مبتدأ

يُجْزَ بِهِ: جواب الشرط المجزوم بحذف حرف العلة والذي تعلق به الجار والمجرور بعده ونائب الفاعل هو والجملة لا محل لها لم تقترن بالفاء.. وفعل الشرط وجوابه خبر من.

وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا: له متعلقان بمحذوف حال من وليا من دون متعلقان بالفعل يجد وهما المفعول الأول والمفعول الثاني «وَلِيًّا»

«وَلا نَصِيراً» عطف على وليا ولا نافية.

لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ: ليس الأمر منوطا بالأماني، بل بالعمل الصالح.

والأماني جمع أمنية:وهي تمني الشيء المحبوب

مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ: إما في الآخرة أو في الدنيا بالبلاء والمحن

مِنْ دُونِ اللَّهِ: من غيره

وَلِيًّا: يتولى أمره ويحفظه ويدفع العقاب عنه

وَلا نَصِيراً: ينصره، ويمنعه منه وينقذه مما يحل به.