الآية رقم (122) - وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً

الإيمان من دون عملٍ لا يكفي؛ لأنّ الإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل، وهو العمل الصّالح، الّذي فيه خيرٌ للنّاس وللبشريّة جمعاء، فإذا أمل الناس في خيرنا وأمنوا من شرورنا عندها نكون نعمل صالحاً.

﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً﴾: الصّدق هو مطابقة الكلام للواقع، وليس أصدق من الله سبحانه وتعالى قيلاً، فهو الخالق والرّازق والمحيي والمميت، هذا وعد الله سبحانه وتعالى للنّاس.

والجنّة هي أمرٌ غيبيٌّ، وصفها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: «قال الله تعالى: أعددتُ لعبادي الصّالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ»([1])، وعندما يصف الله سبحانه وتعالى لنا الجنّة يسبقها بكلمة: (مَثَل): ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ﴾ [الرّعد]؛  لأنّ الحديث عن غيبٍ يقرّبه سبحانه وتعالى إلى أذهاننا، فمثلاً الجنّة فيها خمرٌ، ولكن ليس هو كالخمر المعروف في الدّنيا.

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ: اسم الموصول مبتدأ

جملة «آمَنُوا» صلة الموصول

جملة «وَعَمِلُوا» معطوفة

الصالحات: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم

سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ: فعل مضارع ومفعولاه والجملة خبر الذين

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ: فعل مضارع وفاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة صفة

خالِدِينَ فِيها: الجار والمجرور متعلقان بالحال خالدين والظرف «أَبَداً» متعلق بخالدين.

وَعْدَ اللَّهِ: مفعول مطلق ومضاف إليه

حَقًّا: حال وقيل مفعول مطلق أيضا أي: حق ذلك حقا

وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ: من اسم استفهام مبتدأ وخبره أصدق الذي تعلق به الجار والمجرور بعده

قِيلًا: تمييز والجملة مستأنفة.

ومن أصدق من الله قيلاً: بمعنى أي لا أحد أصدق من الله .