الإيمان من دون عملٍ لا يكفي؛ لأنّ الإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل، وهو العمل الصّالح، الّذي فيه خيرٌ للنّاس وللبشريّة جمعاء، فإذا أمل الناس في خيرنا وأمنوا من شرورنا عندها نكون نعمل صالحاً.
﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً﴾: الصّدق هو مطابقة الكلام للواقع، وليس أصدق من الله سبحانه وتعالى قيلاً، فهو الخالق والرّازق والمحيي والمميت، هذا وعد الله سبحانه وتعالى للنّاس.
والجنّة هي أمرٌ غيبيٌّ، وصفها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: «قال الله تعالى: أعددتُ لعبادي الصّالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ»([1])، وعندما يصف الله سبحانه وتعالى لنا الجنّة يسبقها بكلمة: (مَثَل): ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ﴾ [الرّعد]؛ لأنّ الحديث عن غيبٍ يقرّبه سبحانه وتعالى إلى أذهاننا، فمثلاً الجنّة فيها خمرٌ، ولكن ليس هو كالخمر المعروف في الدّنيا.