الآية رقم (18) - يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ

﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ﴾: يعني عقدت ألسنتهم على الكذب فلا يعرفون غيره، كما كانوا يكذبون عليكم في الدّنيا ويحلفون لكم أنّهم ليسوا منافقين، كذلك في الآخرة سيحلفون لله سبحانه وتعالى، كما حكى عنهم جل جلاله: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾[الأنعام: من الآية 23]، وهذا أمر في غاية العجب حتّى في الآخرة بعد أن عاينوا الحقّ الّذي أنكروه، وعرفوا أنّ الله جل جلاله حقّ يكذبون عليه؟! وكلمة: ﴿جَمِيعًا﴾ يعني: يوم القيامة يبعث الله سبحانه وتعالى اليهود والمنافقين الّذين تولّوهم، يبعثهم معاً فمصيرهم واحد، فقد كانوا في الدّنيا يوالونهم ويناصرونهم، ومن أحبّ قوماً حشر معهم، فكأنّ الحقّ سبحانه وتعالى يخفّف عن رسوله ﷺ ويطمئنه، فيقول له: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ﴾ يعني: يا محمّد انتظر هذا اليوم، وسترى كيف أنّ الله سبحانه وتعالى يجازيهم بما يناسبهم.

﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ﴾: أي: يظنّون أنّهم على شيء من الحقّ والصّواب.

﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾: فهم يظنّون ذلك، لكن لننتبه فالحقيقة أنّهم كاذبون وكلمة: ﴿أَلا﴾ تُفيد التّنبيه للحكم بعدها، يعني: لا يغب عن أذهانكم أنّهم كاذبون مخادعون.

«يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ» ظرف زمان ومضارع ومفعوله

«اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله والجملة في محل جر بالإضافة

«جَمِيعاً» حال

«فَيَحْلِفُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة معطوفة على يبعثهم

«لَهُ» متعلقان بالفعل

«كَما» صفة مفعول مطلق محذوف

«يَحْلِفُونَ» مضارع مرفوع الواو فاعله والجملة صلة الموصول الحرفي

«لَكُمْ» متعلقان بالفعل

«وَيَحْسَبُونَ» مضارع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها

«أَنَّهُمْ» أن واسمها

«عَلى شَيْءٍ» خبر أنهم والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي يحسبون

«أَلا» حرف تنبيه واستفتاح

«أَنَّهُمْ» إن واسمها

«هُمُ» ضمير فصل

«الْكاذِبُونَ» خبر والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.

{وَيَحْسَبُونَ} … يَعْتَقِدُونَ