الآية رقم (42) - يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا

في هذه السّاعة الّتي سيشهد فيها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم على الأمم. وقد جاء في سورة (البقرة): ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: من الآية 143]، وتأتي هذه الآية: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا﴾ تتمّة لهذه الآيات، أي أنّ الله سبحانه وتعالى سيأتي بالرّسل والأنبياء شهداء على كلّ الأمم يوم القيامة، ويأتي بالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو الشّهيد الّذي سيشهد على الأنبياء كلّهم وعلى الأمم كافّة وعلى الخلائق في ذلك اليوم العظيم، وحينئذٍ يودّ الّذين كفروا وأشركوا بالله سبحانه وتعالى، وعصوّا الرّسول، وخالفوه، وحاربوه، ونابذوه، وآذوه: ﴿لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ﴾ أن تسوّى؛ أي أن يكونوا تحت الأرض، ﴿وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا﴾ ولا يستطيعون كتمان ما فعلوا؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى مطّلعٌ على الأعمال والسّرائر. بعد ذلك تأتي آيةٌ تتعلّق بالأحكام المتدرّجة في تحريم الخمر:

يَوْمَئِذٍ: يوم مفعول فيه ظرف زمان متعلق بيود إذ ظرف لما مضى من الزمن مبني على السكون في محل جر بالإضافة والتنوين والظرف عوض الجملة المحذوفة التقدير: يوم إذ جئنا يود الذين.

يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا: فعل مضارع واسم الموصول فاعله والجملة بعده صلة الموصول وجملة يود استئنافية

وَعَصَوُا الرَّسُولَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة

لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ: فعل مضارع مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور ونائب فاعله لو حرف مصدري مؤول مع الفعل بعده بمصدر في محل نصب مفعول به أي: تسوية

وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله الله لفظ الجلالة مفعوله الأول حديثا مفعوله الثاني والجملة معطوفة على جملة «يَوَدُّ» .

لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ: أي لو أن تتسوى بهم الأرض بأن يكونوا تراباً مثلها لعظم الهول، كما في آية أخرى: يَقُولُ الْكافِرُ: (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً).

وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً: مما عملوه، وفي وقت آخر يكذبون ويقولون: وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ والحديث: الكلام