الآية رقم (41) - فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا

هذه الآية آيةٌ عظيمةٌ جدّاً، كان لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه صوتٌ جميلٌ في قراءة القرآن الكريم، وكان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّاً كما أُنزِل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد»([1])، عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «اقرأ عليّ القرآن»، قال: فقلت: يا رسول الله! أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إنّي أشتهي أن أسمعه من غيري»، فقرأت (النّساء) حتّى إذا بلغت: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا﴾ رفعت رأسي، أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي، فرأيت دموعه تسيل([2]).

﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ﴾: جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ عليها وهو رسولها، جئنا بالرّسل كلّهم، وبكلّ الأمم يوم القيامة، وجئنا بك يا محمّد شهيداً على هؤلاء جميعاً، الشّهيد عليهم صلَّى الله عليه وسلَّم بكى، فكيف بالمشهود عليهم؟! ماذا علينا أن نفعل؟

 


([1]) صحيح ابن حبّان: كتاب التّاريخ، باب إخباره : عن مناقب الصّحابة، الحديث رقم (7067).
([2]) صحيح مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل استماع القرآن وطلب القراءة من حافظ للاستماع والبكاء عند القراءة والتّدبّر، الحديث رقم (800).

فَكَيْفَ: الفاء استئنافية كيف اسم استفهام في محل نصب حال والتقدير: فكيف يصنعون … ؟، أو في محل رفع خبر والتقدير: كيف حالهم

إِذا: ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بالفعل المحذوف أو المبتدأ المحذوف

جِئْنا: فعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة

مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ: الجار والمجرور متعلقان بجئنا أمة مضاف إليه

بِشَهِيدٍ: متعلقان بالفعل أيضاً

وَجِئْنا بِكَ: الجار والمجرور متعلقان بجئنا

عَلى هؤُلاءِ: متعلقان بالحال شهيدا والجملة معطوفة

بِشَهِيدٍ: هو نبي الأمة.