﴿يَسْتَفْتُونَكَ﴾: هي إرادة معرفة حكمٍ شرعيٍّ، وقد ورد في القرآن الكريم بطريقين:
1- يستفتونك كهذه الآية، أي يسألون عن حكمٍ شرعيٍّ.
2- وتأتي: يسألونك، وهي إمّا أن تأتي لمعرفة حكمٍ شرعيٍّ أو غير حكمٍ شرعيٍّ، كقوله سبحانه وتعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ﴾ [البقرة: من الآية 189]، سألوه: ما بال الهلال يا محمّد يبدو صغيراً ثمّ يكبر ثمّ يعود صغيراً؟ فهذا ليس حكماً شرعيّاً.
لكن عندما يأتي السّؤال: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ﴾ فهي إرادة معرفة حكمٍ شرعيٍّ، لذلك عندما يعطي الإنسان فتوى فإنّه يعطيها نيابةً عمّا جاء من أحكامٍ شرعيّةٍ، وليس هو من يعطي الحكم، وإنّما يبيّن الحكم الشّرعيّ.
﴿قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾: أي يعطيكم العلم بالحكم الشرعيّ في الكلالة. والكلالة تعني من ليس له أبٌ -أي متوفّى- ولا ولدٌ، فجاءت كلمة الكلالة من الإكليل المحيط بالرأس، أي الأقارب المحيطين، فمن ليس له أصلٌ (أبٌ) ولا فرعٌ (ابنٌ)، فما هو الحكم بالنّسبة للمواريث إن كان له أقرباء؟