الآية رقم (176) - يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

﴿يَسْتَفْتُونَكَ﴾: هي إرادة معرفة حكمٍ شرعيٍّ، وقد ورد في القرآن الكريم بطريقين:

1- يستفتونك كهذه الآية، أي يسألون عن حكمٍ شرعيٍّ.

2- وتأتي: يسألونك، وهي إمّا أن تأتي لمعرفة حكمٍ شرعيٍّ أو غير حكمٍ شرعيٍّ، كقوله سبحانه وتعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ﴾ [البقرة: من الآية 189]،  سألوه: ما بال الهلال يا محمّد يبدو صغيراً ثمّ يكبر ثمّ يعود صغيراً؟ فهذا ليس حكماً شرعيّاً.

لكن عندما يأتي السّؤال: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ﴾ فهي إرادة معرفة حكمٍ شرعيٍّ، لذلك عندما يعطي الإنسان فتوى فإنّه يعطيها نيابةً عمّا جاء من أحكامٍ شرعيّةٍ، وليس هو من يعطي الحكم، وإنّما يبيّن الحكم الشّرعيّ.

﴿قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾: أي يعطيكم العلم بالحكم الشرعيّ في الكلالة. والكلالة تعني من ليس له أبٌ -أي متوفّى- ولا ولدٌ، فجاءت كلمة الكلالة من الإكليل المحيط بالرأس، أي الأقارب المحيطين، فمن ليس له أصلٌ (أبٌ) ولا فرعٌ (ابنٌ)، فما هو الحكم بالنّسبة للمواريث إن كان له أقرباء؟

يَسْتَفْتُونَكَ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والكاف مفعوله والجملة مستأنفة

قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ: الجار والمجرور متعلقان بيفتيكم والجملة خبر للفظ الجلالة الله والجملة الاسمية «اللَّهُ يُفْتِيكُمْ» مقول القول

إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ: إن شرطية امرؤ فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده وجملة «هَلَكَ» تفسيرية

لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ: ليس وولد اسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة صفة امرؤ

وَلَهُ أُخْتٌ: أخت مبتدأ والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبره والجملة معطوفة

فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ: لها متعلقان بمحذوف الخبر نصف مبتدأ والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملة «تَرَكَ» صلة الموصول واسم الموصول ما في محل جر بالإضافة

وَهُوَ يَرِثُها: جملة يرثها خبر المبتدأ هو والجملة الاسمية مستأنفة

إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ: يكن واسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها وهي فعل الشرط وجواب الشرط محذوف تقديره: فهو يرثها

فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ: كان فعل ماض ناقص واسمها وخبرها وهي في محل جزم فعل الشرط والجملة مستأنفة

فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ: مثل فلها نصف ما ترك والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الثلثان. والجملة في محل جزم أيضا.

وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً: كان واسمها وخبرها إن شرطية جازمة والجملة مستأنفة

رِجالًا وَنِساءً: رجالا بدل من إخوة منصوب ونساء عطف

فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ: الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ مثل وحظ مضاف إليه الأنثيين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى والجملة في محل جزم جواب إن.

يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا: المصدر المؤول من أن والفعل بعده في محل جر بالإضافة على تقدير مفعول لأجله قبله: كراهة ضلالكم أو لعدم ضلالكم والجار والمجرور لكم متعلقان بيبين والمفعول به محذوف أي: يبين الله لكم ذلك لئلا تضلوا.

وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ: الجار والمجرور بكل متعلقان بالخبر عليم والجملة مستأنفة.

الْكَلالَةِ: من لا والد له ولا ولد، والآية في ميراث الإخوة والأخوات من الميت الكلالة

هَلَكَ: مات

أَنْ تَضِلُّوا: ألا تضلوا.