ليس القرآن الكريم كتاب فيزياء ولا كيمياء ولا قصّة ولا هو كتاب تاريخ ولا كتاب ثقافة، ليس له أبواب، وليس له فصول، إنّما يتعلّق بحركة الإنسان في الحياة، وضبط حركة الإنسان وفق منهج الله سبحانه وتعالى، نزل القرآن الكريم من اللّوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا ليباشر مهمّته مع سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعد ذلك، نزل منجّماً حسب الأحداث الّتي كانت تجري، ومنها مادّة السّؤال: يسألونك ماذا؟ يسألونك عن؟ يكون الجواب: قل، باستثناء الآية الّتي فسّرناها: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة: من الآية 186]، فهي من غير (قل)؛ لأنّ القرب من الله سبحانه وتعالى لا يقتضي البعد بكلمة ولو كانت من حرفين وهي: (قل)، فالمهمّ هنا: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) ما هو الحكم فيما يتعلّق بأمور الخمر والميسر؟ الخمر من السّتر، وضعت الخمار الّذي تغطّي به محاسنها، تأتي الخمر بمعنى ستر، أي سترٌ للعقلِ، وهذا تعريف الخمر، لماذا؟ لأنّه هو يستر العقل، يُذهب العقل، والميسر من اليسر، يتحصَّل على المال بأيسر الطّرق وأسرعها، وعندما يلعب ورقاً أو نرداً أو أيّ شيء من دون جهد أو تعب ولا علم ولا.. ليحصَّل ما في جيب غيره من دون حركة منه، فهذا اسمه ميسر
يَسْئَلُونَكَ: فعل مضارع وفاعله ومفعوله
عَنِ الْخَمْرِ: متعلقان بيسألونك
وَالْمَيْسِرِ: عطف على الخمر والجملة استئنافية
قُلْ: فعل أمر والفاعل أنت
فِيهِما: متعلقان بمحذوف خبر مقدم
إِثْمٌ: مبتدأ مؤخر
كَبِيرٌ: صفة والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول
وَمَنافِعُ: عطف على إثم
لِلنَّاسِ: متعلقان بمحذوف صفة لمنافع
وَإِثْمُهُما: الواو حالية إثمهما مبتدأ والهاء في محل جر بالإضافة والميم والألف حرفان للتثنية
أَكْبَرُ: خبر
مِنْ نَفْعِهِما: متعلقان بأكبر.
وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ: سبق إعرابها مع الآية «214» .
قُلْ: فعل أمر والفاعل أنت والجملة مستأنفة
الْعَفْوَ: مفعول به لفعل محذوف تقديره: أنفقوا العفو والجملة الفعلية المحذوفة مقول القول
كَذلِكَ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول مطلق
يُبَيِّنُ: فعل مضارع
اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعل
لَكُمُ: متعلقان بيبين
الْآياتِ: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة استئنافية
لَعَلَّكُمْ: لعل واسمها
تَتَفَكَّرُونَ: فعل مضارع وفاعل والجملة خبر لعل.
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ: أي عن حكم شربهما وتعاطيهما.
والسائلون: هم المؤمنون.
والخمر: من خمر الشيء: إذا ستره وغطاه، سميت بها، لأنها تستر العقل وتغطيه.
والميسر: القمار، مأخوذ من اليسر وهو السهولة، لأنه كسب بلا جهد ولا مشقة.
فِيهِما: في تعاطيهما إِثْمٌ كَبِيرٌ
الإثم: الذنب، ولا ذنب إلا فيما كان ضاراً من قول أو فعل، والضرر إما في البدن أو النفس أو العقل أو المال.
والكبير: العظيم
وسبب الوقوع في الإثم: ما يقع بسببهما من المخاصمة والمشاتمة وقول الفحش.
وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ باللذة والفرح في الخمر وتحقيق الربح بالتجارة فيها، وإصابة المال بلا كدّ ولا جهد في الميسر
فهي منافع اقتصادية أو شهوانية.
وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما: أي ما ينشأ عنهما من المفاسد وعقاب التعاطي أعظم من نفعهما:وهو الالتذاذ بشرب الخمر، ولعب
القمار، والطرب فيهما، وسلب الأموال بالقمار والافتخار على الأقران
فالكثرة تعني أنَّ أصحاب الشرب والقمار يقترفون فيهما الآثام من وجوه كثيرة.