الآية رقم (220) - فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

(فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ): تبدأ الآية بجار ومجرور في الدّنيا والآخرة، أين متعلّق الجار والمجرور؟ بعد ذلك (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ), القرآن الكريم مبنيّ على الوصل وليس مبنيّاً على القطع، ومعنى مبنيّ على الوصل أنّ كلّ آيات القرآن الكريم موصولة، لذلك لا تجد بأنّ هناك سكوناً عند نهاية الآية أبداً، وإنّما نهاية الآية مثلاً: (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ) [البقرة: من الآية 220-221]، ليس (عزيزٌ حكيمْ) فأنتَ بالوقف تقول: (حكيمْ) ولكن إن نظرت إلى حركات الإعراب في القرآن الكريم فأنت تجد: (حَكِيمٌ) مبنيّ على الوصل، فإذاً في الدّنيا والآخرة لها متعلّق، ومتعلّق الجار والمجرور هو كلّ الأحكام الّتي مرّت معنا سابقاً، منذ بدأنا آيات الصّوم، بيّنت الآيات أحكام الصّوم، بيّنت الآيات أحكام الدّعاء، بيّنت الآيات بعد ذلك أحكام الحجّ، بيّنت بعد ذلك الأحكام المتعلّقة بالقتال، بيّنت بعد ذلك الأحكام المتعلّقة بالأسرة، بيّنت بعد ذلك أحكام متعلّقة بالنّفاق السّلوكيّ، بيّنت بعد ذلك أحكام الإنفاق، بيّنت بعد ذلك أحكام الإصلاح والإفساد في المجتمع، كلّ هذا هو متعلّق الجار والمجرور، ونهاية الآية الّتي سبقت (فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) تقول: (كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)، إذاً آيات الله وفوز الإنسان يكون في الدّنيا والآخرة وليس فقط في الآخرة

فِي الدُّنْيا: متعلقان بتتفكرون

وَالْآخِرَةِ: عطف على الدنيا

وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ: معطوفة على يسألونك الأولى وهي مثلها

إِصْلاحٌ: مبتدأ

لَهُمْ: جار ومجرور متعلقان بإصلاح

خَيْرٌ: خبر والجملة مقول القول

وَإِنْ: الواو استئنافية إن شرطية

تُخالِطُوهُمْ: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه فعل الشرط والواو فاعل والهاء مفعول به

فَإِخْوانُكُمْ: الفاء رابطة لجواب الشرط. إخوانكم خبر لمبتدأ محذوف تقديره: فهم إخوانكم والجملة في محل جزم جواب الشرط

(وإِنْ تُخالِطُوهُمْ) ابتدائية لا محل لها

وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ

يَعْلَمُ: فعل مضارع والفاعل هو يعود إلى الله وجملة يعلم خبر

الْمُفْسِدَ: مفعول به

مِنَ الْمُصْلِحِ: متعلقان بيعلم

(وَاللَّهُ يَعْلَمُ): استئنافية

وَلَوْ شاءَ: الواو استئنافية لو شرطية

شاءَ اللَّهُ: فعل وفاعل ومفعول به محذوف تقديره: ولو شاء إعناتكم

لَأَعْنَتَكُمْ: اللام واقعة في جواب الشرط لو أعنتكم فعل ماض والفاعل هو يعود إلى الله والكاف مفعول به والجملة لا محل لها جواب

شرط غير جازم

إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ: إن واسمها وخبراها والجملة تعليلية لا محل لها.

فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ: أي في أمر الدنيا والآخرة، فتأخذوا بالأصلح لكم فيهما، والجار والمجرور متعلق بفعل: تَتَفَكَّرُونَ في الآية

السابقة، أي تتفكرون فيما يتعلق بالدارين، فتأخذون بما هو أصلح لكم.

وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى: أي عن الإشراف على اليتامى وكفالتهم وما يلقونه من الحرج في شأنهم، فإن واكلوهم أثموا، وإن عزلوا

ما لهم عن أموالهم وصنعوا لهم طعاماً وحدهم، فحرج.

واليتيم:من فقد أباه

قُلْ: إِصْلاحٌ لَهُمْ في أموالهم بتنميتها خير من ترك ذلك.

وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ: تخلطوا أموالكم بأموالهم

لَأَعْنَتَكُمْ: لضيق عليكم بتحريم المخالطة، والعنت: المشقة والإحراج

إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ: غالب على أمره.

حَكِيمٌ: في صنعه.