الآية رقم (6) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

في كتاب الله سبحانه وتعالى آيةٌ واحدةٌ تتعلّق بالوضوء، وقد دخل أحد العلماء إلى مسجدٍ فوجد الشّيخ الّذي يدرّس في هذا المسجد يشرح أبواب الطّهارة وأبواب الوضوء في اليوم الأوّل ثمّ في اليوم الثّاني ثمّ في الثّالث، ومرّ شهرٌ وكلّما مرّ بالمسجد يسمعه يتحدّث عن موضوع الطّهارة والوضوء، وهو أمرٌ مفروضٌ في الإسلام، فتعجّب هذا العالم وقال له: كلّ القرآن الكريم وهو ستّة آلافٍ ومئتان وستٌّ وثلاثون آيةً، وآيةٌ واحدةٌ فقط تتعلّق بالوضوء، فهل يُعقَل أن نحجز الفكر الدّينيّ فقط في آيةٍ واحدةٍ وندع ستّة آلافٍ ومئتين وستّاً وثلاثين آيةً أخرى؟ إذاً هي آيةٌ واحدةٌ، وعلى المؤمن أن يلتزم بها، ولكن سيقول قائلٌ: كيف انتقل القرآن الكريم إلى الحديث عن الوضوء؟ والجواب: هذا هو الإعجاز؛ لأنّه: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النّساء: من الآية 82]، ونحن نريد كتاباً كأنّ بشراً قد كتبه، والمولى سبحانه وتعالى يريد أن نفكّر جيّداً فيما لو كان من عند غير الله سبحانه وتعالى كيف سيكون؟

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: سبق إعرابها

إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ: الجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما والجملة في محل جر بالإضافة وإذا ظرف متعلق بالجواب فاغسلوا

فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ: الجار والمجرور متعلقان بالفعل اغسلوا والواو فاعله وجوهكم مفعوله وأيديكم عطف عليها

وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ: الجار والمجرور متعلقان بالفعل وقيل الباء زائدة للتبعيض وقيل للإلصاق

وَأَرْجُلَكُمْ: عطف على وجوهكم

إِلَى الْكَعْبَيْنِ: متعلقان بمحذوف حال من أرجلكم

وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً: كان واسمها وخبرها وهي في محل جزم فعل الشرط

فَاطَّهَّرُوا: الجملة في محل جزم جواب الشرط والفاء رابطة

وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ: الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر ثان لكنتم والجملة معطوفة

أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ: الجار والمجرور منكم متعلقان بمحذوف صفة الفاعل أحد

مِنَ الْغائِطِ: متعلقان بالفعل جاء والجملة معطوفة

أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ: كذلك عطف

فَلَمْ تَجِدُوا ماءً: مضارع مجزوم وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة

فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً: فعل أمر وفاعل ومفعول به وطيبا صفة والجملة في محل جزم جواب الشرط.

فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ: الجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة معطوفة

مِنْهُ: متعلقان بامسحوا

ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ: المصدر المؤول من أن المضمرة بعد لام التعليل والفعل يجعل في محل نصب مفعول به للفعل يريد عليكم متعلقان بيجعل من حرج من حرف جر زائد حرج اسم مجرور لفظا منصوب محلًا على أنه مفعول به

وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ: المصدر المؤول مفعول به ليريد: يريد تطهيركم وإتمام نعمته عليكم وعلى ذلك فاللام زائدة وليست جارة، ولكن حرف استدراك والجملة بعدها معطوفة على جملة «ما يُرِيدُ» المستأنفة

لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ: الجملة تعليلية

تَشْكُرُونَ: خبر.

إِذا قُمْتُمْ: أي أردتم القيام

إلى الصلاة: وأنتم محدثون.

وُجُوهَكُمْ: جمع وجه: وهو ما تقع به المواجهة، وحده طولًا: ما بين أعلى منبت شعر الرأس إلى منتهى اللحيين أو أسفل الذقن، وعرضاً: ما بين الأذنين.

الْمَرافِقِ: جمع مرفق وهو مفصل الساعد أو الذراع من الأعلى والعضد من الأسفل.

وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ: الباء للإلصاق، أي ألصقوا المسح بها من غير إسالة ماء، وهو اسم جنس فيكفي فيه عند الشافعي: أقل ما يصدق عليه وهو مسح بعض الشعر.

الْكَعْبَيْنِ: هما العظمان الناتئان عند اتصال الساق بالقدم من الجانبين.

جُنُباً: أصابتكم جنابة بجماع أو إنزال مني.

فَاطَّهَّرُوا: فاغتسلوا.