الآية رقم (9) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: أي: أيّها المؤمنون المصدّقون بالله عز وجلَّ، يا من آمنتم بي إلهاً وخالقاً ورازقاً.

﴿لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾: لا تشغلكم الأموال وتنميتها، وتربية الأولاد والعناية بشؤونهم عن القيام بذكر الله عز وجلَّ وعن قراءة القرآن الكريم، وعن التّسبيح، والتّحميد والتّهليل، وأداء فرائض الإسلام، وحقوق الله سبحانه وتعالى، ثمّ حذّر من المخالفة، وتوعّد اللّاهين في الدّنيا، فقال:

﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾: أي: مَنْ يلتهي بالدّنيا ومتاعها وزخارفها وزينتها، وينصرف عن الدّين وطاعة ربّه وذكره، فإنّه من الخاسرين، الكاملين في الخسران، الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة؛ لأنّه باع خالداً باقياً بفانٍ زائل، ثمّ حثّ سبحانه وتعالى المؤمنين على الإنفاق في طاعته، فقال جل جلاله:

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ» منادى نكرة مقصودة وها للتنبيه

«الَّذِينَ» بدل والجملة ابتدائية لا محل لها

«آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة الذين

«لا تُلْهِكُمْ» مضارع مجزوم بلا الناهية والكاف مفعول به

«أَمْوالُكُمْ» فاعل

«وَلا أَوْلادُكُمْ» معطوف على ما قبله والجملة ابتدائية أيضا لا محل لها.

«عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ» متعلقان بالفعل ولفظ الجلالة مضاف إليه.

«وَ» الواو حرف استئناف

«مَنْ يَفْعَلْ» من اسم شرط جازم مبتدأ ومضارع مجزوم لأنه فعل الشرط

«ذلِكَ» مفعول به

«فَأُولئِكَ» الفاء واقعة في جواب الشرط

«أولئك» مبتدأ

«هُمُ» ضمير فصل

«الْخاسِرُونَ» خبر أولئك والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر من. وجملة من يفعل.. استئنافية لا محل لها.

{لَا تُلْهِكُمْ} … لَا تَشْغَلْكُمْ.