الآية رقم (22) - وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ

﴿نَاضِرَةٌ﴾: النّضارة الحُسْن والبياض والبهاء، فيعلو وجوههم النّور، فوجوههم حسنة مسرورة من النّعيم، فالنّاضرة النّاعمة، من النّعيم والغبطة، فالحقّ تعالى يصف وجوههم بما هم عليه من غاية السّرور بالكرامات الّتي أُكرموا بها حتّى نضرتْ وجوههم بذلك، فوجوههم مُشرقة مُضيئة، وقد قال الحقّ تعالى في آيةٍ أُخرى: ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ﴾ [المطفّفين]، وقد قال السُّدّي: “إنّ أهل الجنّة إذا سيقوا إلى الجنّة فبلغوا وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فشربوا من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غلٍّ، فهو الشّراب الطّهور، واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النّعيم، فلن يشعثوا ولن يسحنوا بعدها أبداً”([1])، فنضرة النّعيم والعيش بادية على بشرتهم، مُنَعَّمين بأنواع النّعيم المختلفة، بهذه الوجوه النّاضرة الـمُنَعَّمة الّتي تنظر إلى ربّها المتفضّل على أصحاب تلك الوجوه بالنّعمة، فيقول تعالى:

([1]) ذكره الخازن في لباب التّفسير: ج2/ ص201، والسّحنة: هي بشرة الوجه وهيأته وحاله، وهي من الأضداد، بمعنى أنّها تعبّر عن لين البشرة وحسنها، أو عدم حسنها وعبوسها حسب سياق الجملة، وهي تعني هنا المعنى الثّاني.