﴿وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوۡجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَٰتِنَا﴾: الفوج: هم الجماعة والزّمرة من النّاس، وأوّل مَنْ يُجمع في هذا الموقف هم العتاة والجبابرة الّذين تولَّوْا تكذيب آيات الله تعالى، يحشرهم الله تعالى أوّلاً أمام العامّة يتقدّمونهم ويسبقونهم إلى النّار، كما قال تعالى عن فرعون: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ﴾ [هود: من الآية 98]، فكما تقدَّمهم في الضّلال في الدّنيا يتقدّمهم إلى النّار في الآخرة، وحين يرى الضّالّون إمامهم في الضّلال يقدمهم ينقطع أملهم في النّجاة، فربّما تعلَّقوا به في هذا الموقف ينتظرونه أنْ يُخلّصهم، لكن كيف وهو يسبقهم إلى هذا المصير؟!
﴿فَهُمۡ يُوزَعُونَ﴾: أي: يُمنعون، والمراد يمنعون أن يسبق أوّلهم آخرهم بحيث يدخلون جميعاً، فالحقّ تعالى يجمع أوّلهم على آخرهم ليشرفوا سويّاً في النّار: التّابع والمتبوع كلّهم سواء في الذّلّة والمهانة، فربّما حاول أحد العتاة أو الجبابرة أن يسبق حتّى لا يراه تابعوه، فيفتضح أمره، فيؤخّره الله تعالى ليفضحه على رؤوس الأشهاد.