﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾: خَلْقُ السّماوات والأرض أكبر من خلق الإنسان، بهذا الإعجاز، بهذا النّظام المتناهي بالدّقّة، وبالحركة والدّوران، وبكلّ ما فيه من مكوّنات، هذا الكون ما بين السّماوات والأرض خلقهما الله سبحانه وتعالى بالحقّ، والحقّ هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتغيّر.
﴿قَوْلُهُ الْحَقُّ﴾: أي لا تعتقد أنّ الخلق فقط هو الحقّ، أيضاً دمار الكون هو حقّ، ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التّكوير]، ﴿إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾ [الانفطار].