الآية رقم (72) - وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

لماذا قال: ﴿وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ﴾، ولم يقل: (وآتوا الزّكاة)، أو (وحجّوا البيت)، أو (وصوموا رمضان)؟ الجواب: الصّلاة هي عماد الدّين، من أقامها فقد أقام الدّين، ومن هدمها فقد هدم الدّين، والصّلاة هي ليست أحد أركان الإسلام فقط، فهي تجمع كلّ الأركان في ثناياها، والصّلاة هي استدامة ولاءٍ لله سبحانه وتعالى خمس مرّاتٍ في اليوم واللّيلة، فعندما تسمع المؤذّن يقول: حيّ على الصّلاة، أنت تقيم الصّلاة، ولا تؤدّي الصّلاة، هناك فارقٌ ما بين الأداء وما بين الإقامة، فالإقامة أن تقيم الصّلاة بشروطها، بخشوعها، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون]، والصّلاة هي الرّكن الوحيد الّذي لا يسقط في أيّ حالٍ من الأحوال، فإن لم تستطع أن تؤدّيها قائماً أدّيتها قاعداً، وإن لم تستطع أن تؤدّيها قاعداً أدّيتها مستلقياً، وإن لم تستطع أن تؤدّيها باللّسان صلّيت بالعينين، وإن لم تستطع الوضوء تتيمّم.. فالصّلاة لا تسقط في حالٍ من الأحوال، بينما الصّوم يؤجّل لمن كان مريضاً أو على سفرٍ، والحجّ لمن استطاع إليه سبيلاً، والزكاة تسقط عمّن لم يمتلك النّصاب

وَأَنْ أَقِيمُوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والمصدر المؤول من أن والفعل بعدها معطوف على المصدر المؤول من نسلم وأن قبلها والتقدير: أمرنا بالإسلام وإقامة الصلاة.

الصَّلاةَ: مفعول به

وَاتَّقُوهُ: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله والهاء مفعوله. والجملة معطوفة على ما قبلها.

وَهُوَ: الواو استئنافية، هو ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ

الَّذِي: خبره. والجملة مستأنفة

إِلَيْهِ: جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما.

تُحْشَرُونَ: مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو نائب فاعله، والجملة صلة الموصول لا محل لها.

وَأَنْ: أي بأن أقيموا الصلاة.

تُحْشَرُونَ: تجمعون يوم القيامة للحساب.