﴿وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾: والله سبحانه وتعالى يقول في موضعٍ آخر: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذّاريات]، فكيف يقول: ﴿مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾؟ والجواب: أنّ الخلق كان من نفسٍ واحدةٍ، فبالاستقراء الاستدلاليّ الزّمنيّ نجد هذا، الآن في القرن الواحد والعشرين عدد سكّان الأرض تقريباً بحدود ستّة ملياراتٍ، في القرن العشرين أقلّ من ستّة ملياراتٍ، في القرن التّاسع عشر أقلّ، في القرن الثّامن عشر أقلّ، في القرن العاشر أقلّ.. وهكذا كلّما عدنا قرناً من الزّمن تناقص عدد السّكان في هذا الكون، إلى أن نصل إلى نفسٍ واحدةٍ، وهو آدم عليه السَّلام.
﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾: لقد كنّا مستقرّين في الأصلاب، فاستودعنا الله جلّ وعلا في الأرحام، وكنّا مستقرّين في الدّنيا فاستودعنا الحقّ عزَّ وجلّ في القبور، حتّى نستقرّ في الآخرة وهو الاستقرار النّهائيّ بالنّسبة للإنسان.