الآية رقم (98) - وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ

﴿قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾: والآية الّتي سبقت قال فيها: ﴿قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾، فما هو الفارق بين الآيتين؟ والجواب: أنّ الفقه هو فهم العلم، قد يُقال لك: إنّ هذا علم كذا لكن لا تفهمه، أمّا الفقه فهو زيادةٌ في الفهم، وهذا هو الفارق، لكن لماذا قال: يعلمون في الآية السّابقة؟ والجواب: لأنّ هذا فيما يتعلّق بعلم النّجوم، فلم يكونوا يعلمون شيئاً عن هذا الموضوع، والعلم سيتقدّم وسيعلم الإنسان حركة الكون والنّجوم والشّمس والقمر والكواكب كلّها، فليس من الضّروري أن تفهم علم النّجوم وعلوم البرّ والبحر وما يتعلّق بها، أمّا فيما يتعلّق بخلق النّفس البشريّة فهذا العلم لا بدّ من فهمٍ له، أن تفهم بأنّك كنت مستقرّاً في الأصلاب، واستودعت في الأرحام، وأنّك تسكن في الدّنيا وستودع في القبور وستنتقل إلى علّام الغيوب، فهذا يحتاج إلى فقهٍ، إلى علم مع فهمٍ، وهذا الفارق بين الآيتين.

وَهُوَ الَّذِي: الجملة الاسمية معطوفة

أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور وفاعله مستتر والكاف مفعوله والجملة صلة الموصول لا محل لها

واحِدَةٍ: صفة

فَمُسْتَقَرٌّ: مبتدأ وخبره محذوف تقديره: فلكم مستقر

وَمُسْتَوْدَعٌ: عطف، والجملة معطوفة

(قَدْ فَصَّلْنَا): إعرابها كإعراب الآية السابقة.

أَنْشَأَكُمْ: خلقكم

مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ: هي آدم

فَمُسْتَقَرٌّ: موضع قرار منكم في الرحم أو إقامة في الأرض، كما قال تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) [البقرة 2/ 36، والأعراف 7/ 24]

وَمُسْتَوْدَعٌ: موضع الوديعة

لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ: الفقه: فهم الشيء مع التعمق في التفكير