﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾: يعني: يعبد مع الله عزَّ وجلَّ، والعبادة طاعة المعبود في أمره ونَهْيه، لكن كيف تدعو إلهاً لا ينفعك ولا يضرُّك، ولا برهانَ عندك على ألوهيّته؟ لذلك هدّده جلَّ جلاله وتوعّده بقوله: ﴿فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ﱢ، وعجيبٌ أن تبدأ السّورة بقوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾، وتنتهي بقوله: ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾؛ أي: بنقيض ما بدأتْ به، وعلينا أنْ نتأمّل ما بين هذين القوسين، وما دامت المسألة مسألة إيمان يفلح أهله، وكفر لا يفلح أهله، فتمسَّكوا بربّكم، والتزموا منهجه في (افعل) و(لا تفعل)، وإنْ غلبتكم النّفس على شيء من الذّنوب فتذكَّروا:
«وَمَنْ» الواو استئنافية ومن شرطية مبتدأ
«يَدْعُ» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة وهو فعل الشرط وفاعله مستتر والجملة استئنافية.
«مَعَ» ظرف مكان متعلق بيدع
«اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف اليه
«إِلهاً» مفعول به
«آخَرَ» صفة
«لا بُرْهانَ» لا نافية للجنس وبرهان اسمها
«لَهُ» متعلقان بالخبر المحذوف
«بِهِ» متعلقان بالخبر المحذوف والجملة اعتراضية
«فَإِنَّما» الفاء رابطة للجواب وإنما كافة ومكفوفة.
«حِسابُهُ» مبتدأ والهاء مضاف اليه
«عِنْدَ رَبِّهِ» ظرف متعلق بالخبر المحذوف ومضاف إليه والجملة في محل جزم جواب الشرط
«إِنَّهُ» إن واسمها
«لا» نافية
«يُفْلِحُ الْكافِرُونَ» مضارع وفاعله والجملة خبر إنه
لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ أي لا حجّة له به ولا دليل