ما معنى ينعق؟
هو صوت يصدره الإنسان، كالرّاعي مثلاً يصدر صوتاً لغنمه ليجمعها عليه، هذا اسمه النّعيق فتمشي الغنم وراء الرّاعي، وهذا هو الاتّباع الأعمى.
﴿كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً﴾: هو لا يسمع المضمون إنّما هو دعاء ونداء فقط صوت أجوف، لا فكر، لا عقل، لا إقناع، لا حُجّة، بل مجرّد صوت، هذا هو النّعيق.
﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾: دائماً الصّمم يُقدَّم على البكم، لماذا؟
إنسان لا يسمع لن يتكلّم بشيء، السّمع قبل اللّسان لماذا؟ لأنّك تتكلّم بما تسمع، فلو أنّك أتيت بطفل عربيّ وُلِد في بلاد الغرب في فرنسا مثلاً، هل يتكّلم العربيّة إن لم يخاطبه والداه بها؟ طبعاً لا؛ لأنّه يتكلّم بما يسمع، فإذا كان لا يسمع فلن يتكلّم.
﴿صُمٌّ﴾: الصّمم معناه سدّ في منفذ الأذن، الكافر يسمع لكن لا يعي معاني ما يُقال، وهذا هو المعنى المقصود.
﴿عُمْيٌ﴾: عن الحقيقة لا يرون الحقائق.
﴿فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ﴾: هؤلاء الّذين يتّبعون الاتّباع الأعمى، الّذين يقلّدون من سبقهم ويقولون: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾ [الزّخرف: من الآية 23]، من دون عقل أو علم أو بحث أو أدلّة، وديننا هو دين أدلّة، دين بحث، دين علم، دين حضارة، دين فكر.