كلّ الدّوابّ هداها الله سبحانه وتعالى لرزقها بالغريزة، وإيمانها بالفطرة، قال سبحانه وتعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء]، وهدى الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل، والعقل هو مناط التّكليف.
فما من دابّةٍ في الأرض، ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلّا أممٌ مسبّحةٌ لله جلّ وعلا وعابدةٌ له، لكن لا نفقه هذا التّسبيح.
﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾: القرآن الكريم مكتنزٌ على كلّ ما يتعلّق بأحوال النّاس والدّنيا، ولا نقول: بأنّه كتاب كيمياء ولا فيزياء ولا طبٍّ ولا إعجازٍ علميٍّ، وإنّما هو كتاب هدايةٍ للعالمين.
بعض العلماء قالوا: المراد بالكتاب هنا: اللّوح المحفوظ، ومنهم من قال: بأنّه القرآن الكريم.
﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾: ثمّ للتّراخي. بيّن سبحانه وتعالى طريق الهداية، وبيّن طريق السّعير، وما يفيد الإنسان، وبيّن الحلال والحرام، والأوامر والنّواهي، وبعد ذلك جاءت النّتيجة: ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾.