الآية رقم (37) - وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ

هذا القول هو قول كلّ الأقوام الّتي مرّ بها الرّسل والأنبياء عليهم السَّلام: ﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ﴾،  والخطاب هنا للنّبيّ محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم، فهم يريدون معجزةً حسيّةً كالمعجزات الّتي جاء بها الأنبياء السّابقون، وهذه المعجزات هي معجزاتٌ مرحليّةٌ مشهديّةٌ، آمن بها من شهدها، وكانت لمرحلةٍ زمنيّةٍ انقضت وانتهت، موسى عليه السَّلام جاء بمعجزة العصا، فمن رآها آمن بأنّه استطاع أن يفلق البحر بالعصا، وأن يضرب الحجر بها وأن يخرج منه الماء بالعصا ذاتها، وسيّدنا نوح عليه السَّلام كانت معجزته السّفينة، وسيّدنا صالح عليه السَّلام النّاقة، وسيّدنا عيسى عليه السَّلام إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وشفاء المرضى بإذن الله، وكلّ هذه المعجزات الّتي مرّت بالأنبياء والرّسل كانت معجزاتٍ مشهديّةً، هم يريدون من الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم أن يأتي بمعجزةٍ كهذه المعجزات، وهذا فقط للتّضليل، وبما أنّ الرّسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم هو الرّسول الخاتم، فمعجزته بكلام الله سبحانه وتعالى ؛ لأنّها معجزةٌ باقيةٌ لن تنتهي حتّى يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها، ومع ذلك هناك معجزاتٌ حسيّةٌ كثيرةٌ مشهديّةٌ حدثت لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، منها معجزة الإسراء والمعراج، وتفجّر الماء من بين أصابعه الشّريفة، وتكثير الطّعام، وسجود الشّجر بين يديه صلَّى الله عليه وسلَّم، كلّها كانت من المعجزات، ومع ذلك فإنّهم كما قال المولى سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾، هم يجهلون ولا يعلمون بأنّ الله سبحانه وتعالى قادرٌ على إنزال المعجزات، ولكن ليس هناك معجزةٌ أعظم وأبلغ من معجزة القرآن الكريم.

وَقالُوا: فعل ماض والواو فاعله وجملة نزل مفعوله

لَوْلا: حرف تحضيض

نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ: فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور وآية نائب فاعله

مِنْ رَبِّهِ: متعلقان بمحذوف صفة آية

قُلْ: فعل أمر وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت ومفعوله جملة (إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ)

الله: لفظ الجلالة اسم إن وقادر خبرها

عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً: فعل مضارع منصوب بأن وآية مفعوله، وأن والفعل في تأويل مصدر في محل جر بعلى، والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل قادر.

وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ: الواو حالية. لكن حرف مشبه بالفعل وأكثرهم اسمها

وجملة (لا يَعْلَمُونَ): خبرها وجملة ولكن حالية.

وَقالُوا: أي كفار مكة

آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ: الآية هي المعجزة المخالفة لسنن الله في خلقه كناقة صالح، وعصا موسى، ومائدة عيسى

وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ: أن نزولها بلاء عليهم لأنهم سيهلكون إن جحدوها.