الآية رقم (145) - وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ

لا، فالله سبحانه وتعالى جعل النّسيان من عادة الإنسان، عش لدنياك كأنّك تعيش أبداً حتّى يكون هناك أمل وتفاؤل عند النّاس، لكن لننظر إلى الحقيقة الّتي لا يستطيع الإنسان أن يغفل عنها أبداً، وهي أنّ الموت مرحلة وليس نهاية، وأنّنا شهدنا جزءاً من مسرح الحياة وهناك جزء آخر لم نره بعد، ولا نستطيع أن نتحدّث عنه؛ لأنّه لم يأت أحد بعد موته ليخبرنا ماذا جرى معه، لكنّ الّذي خلق الموت والحياة هو الّذي أخبرنا، فهو أصدق من ذلك الّذي مات لو عاد من قبره فأخبرنا بما جرى، يجب أن نعلم أنّ هناك مرحلة انتقال، وأنّ مرحلة الانتقال هذه تكون بالموت وفي عالم البرزخ، وبعد ذلك فهناك حياة دائمة في الآخرة إمّا جنّات نعيم وإمّا جهنّم، هذا ما أخبرنا الله تعالى عنه، يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ[ق]، كان هناك غشاوة أمام الأعين، فلا نرى كلّ الحقيقة، متى نستطيع أن نرى الحقيقة كاملة؟ الجواب: نراها بعد الموت.

وَما: ما نافية الواو استئنافية

كانَ: فعل ماض ناقص

لِنَفْسٍ: متعلقان بمحذوف خبر كان

أَنْ تَمُوتَ: المصدر المؤول في محل رفع اسمها

إِلَّا: أداة حصر

بِإِذْنِ: متعلقان بمحذوف حال التقدير أن تموت مأذونا لها

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

كِتاباً: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره كتب

مُؤَجَّلًا: صفة.

وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ: الواو للاستئناف من اسم شرط مبتدأ يرد فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وثواب مفعوله

الدُّنْيا: مضاف إليه

نُؤْتِهِ: مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والفاعل مستتر والهاء مفعوله وقد تعلق به الجار والمجرور «مِنْها»

وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها: سبق إعرابها وتقدم إعراب «وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ» .

إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ: بقضائه.

كِتاباً: مصدر أي كتب الله ذلك.

مُؤَجَّلًا: ذا أجل مؤقت لا يتقدم ولا يتأخر، والأجل: المدّة المضروبة للشيء.