﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾: وجودك يا محمّد نعمةٌ للمشركين منهم ونعمةٌ للمؤمنين ونعمةٌ للطّير ونعمةٌ للشّجر ونعمةٌ للحيوان ونعمةٌ للأرض ونعمةٌ للنّاس جميعاً، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء]، وهذه آيةٌ فيها تكريمٌ عظيمٌ وعطاءٌ جزيلٌ من ربّ الأرض والسّماء لنبيّنا : فمع أنّ الله سبحانه وتعالى كان يُخرج الأنبياء من بين أقوامهم ويحلّ عليهم العذاب إلّا أنّ وجود النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو خاتم الأنبياء كان رحمةً لهم، فيا له من تكريمٍ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾: ما دام هناك استغفارٌ فالله سبحانه وتعالى يرفع العذاب وتتمّ الرّحمة الإلهيّة، إذاً هناك أمانان من العذاب، وجود النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والاستغفار، فالتّمسّك بهدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكأنّه موجودٌ معنا، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النّساء]، ﴿جَاءُوكَ﴾