الآية رقم (32) - وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

لأنّهم كانوا يعدّون التّماثيل اللّات والمناة والعزّى هي الآلهة الّتي تقرّبهم من الله زلفى.

﴿وَإِذْ قَالُوا﴾: أي الوقت الّذي قالوا فيه.

﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ﴾: إن كان هذا هو الحقّ من عندك، يفترض أن يقولوا: نتّبعه، لكنّهم قالوا غير ذلك، لماذا؟ الجواب: لأنّهم لا يريدون أن يأتي الحقّ على يد النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما يريدون أن يكون على يد رجلٍ من القريتين عظيم، كما كانوا يقولون، ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزّخرف]، فهنا بدلاً من أن يقولوا: آمنّا، قالوا: ﴿فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ كما جرى مع أصحاب الفيل: ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ﴾ [الفيل]، فهم يتحدّون بهذا الكلام.

وَإِذْ: عطف على الآيات السابقة.

قالُوا: فعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة.

اللَّهُمَّ: منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب، والميم المشددة بدل ياء النداء المحذوفة.

إِنْ: حرف شرط جازم.

كانَ: ماض ناقص وهو في محل جزم فعل الشرط.

هذا: اسم إشارة في محل رفع اسمها.

هُوَ: ضمير فصل لا محل له من الإعراب.

الْحَقَّ: خبر.

مِنْ عِنْدِكَ: متعلقان بمحذوف حال من الحق، والجملة مفعول به.

فَأَمْطِرْ: الفاء رابطة للجواب وفعل دعاء تعلق به الجار والمجرور: «عَلَيْنا»، فاعله أنت

حِجارَةً: مفعول به.

مِنَ السَّماءِ: متعلقان بمحذوف صفة لحجارة والجملة في محل جزم جواب الشرط.

أَوِ: حرف عطف.

ائْتِنا: فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة الياء ونا ضمير متصل في محل نصب مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

بِعَذابٍ: متعلقان بالفعل.

أَلِيمٍ: صفة والجملة معطوفة

إن كان هذا: الذي يقرؤه محمد. هو الحق المنزل.

أليم: مؤلم على إنكاره. قاله النّضر بن الحارث وغيره استهزاء وإيهاما أنه على بصيرة وجزم ببطلانه.