الآية رقم (91) - وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ

﴿وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾:  القدر أي المقدار الّذي تنظر فيه، هم لم يعرفوا ولم يقدّروا الله سبحانه وتعالى حقّ قدره، لذلك النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عبّر عن هذا بأجمل وأرقى تعبير، فقال: «لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك»([1])، هذه هي العبارة الّتي علّمنا إيّاها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما نتحدّث عن عطاء الله سبحانه وتعالى وعن رحمته وفضله، والله سبحانه وتعالى لا يريد قصائد في المديح ولا في الشّكر، وإنّما جعل العالِـم والجاهل، والأمّيّ والمثقّف يمدحونه بكلمةٍ واحدةٍ: (الحمد لله)، الّتي تجمع كلّ معاني الشّكر لله سبحانه وتعالى على عطائه ونعمه الّتي أنعم بها على الإنسان.

﴿إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ﴾: ذُكر في سبب نزول هذه الآية: أنّه جاء رجلٌ من اليهود يُقال له: مالك بن الصّيف يخاصم النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم, فقال له النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أنشدك بالّذي أنـزل التّوراة على موسى, أما تجد في التّوراة أنّ الله يُبْغِض الحَبْر السّمين؟»، وكان حبراً سميناً, فغضب فقال: والله ما أنـزل الله على بشرٍ من شيء! فقال له أصحابه الّذين معه: ويحك! ولا موسى؟! فقال: والله ما أنـزل الله على بشرٍ من شيءٍ! فأنـزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية.

وَما: الواو استئنافية، ما نافية

قَدَرُوا اللَّهَ: فعل ماض وفاعل ولفظ الجلالة مفعول به والجملة مستأنفة لا محل لها

حَقَّ: نائب مفعول مطلق

قَدْرِهِ: مضاف إليه مجرور

إِذْ: ظرف لما مضى من الزمن مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل قدروا

قالُوا: فعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة.

ما أَنْزَلَ اللَّهُ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل وما نافية والجملة مقول القول

عَلى بَشَرٍ: متعلقان بالفعل قبلهما

مِنْ شَيْءٍ: من حرف جر زائد شيء اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به

قُلْ: فعل أمر

مِنْ: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ وجملة أنزل خبره.

الَّذِي: اسم موصول في محل نصب صفة

جاءَ بِهِ مُوسى: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور

و موسى: فاعله، والجملة صلة الموصول لا محل لها

نُوراً: حال

وَهُدىً: عطف

لِلنَّاسِ: متعلقان بهدى

تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ: فعل مضارع والواو فاعله والهاء مفعوله قراطيس حال، والجملة في محل نصب حال من الكتاب

تُبْدُونَها: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة في محل نصب صفة قراطيس

وجملة (وَتُخْفُونَ كَثِيراً): معطوفة.

وَعُلِّمْتُمْ: فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون، والتاء نائب فاعل

ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة في محل نصب حال

لَمْ تَعْلَمُوا: مضارع مجزوم بحذف النون، والواو فاعل

أَنْتُمْ: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع تأكيد للواو قبله

وَلا: الواو عاطفة لا نافية

آباؤُكُمْ: عطف على أنتم، وجملة تعلموا صلة الموصول لا محل لها.

قُلْ: الجملة مستأنفة

اللَّهَ: لفظ الجلالة مبتدأ وخبره محذوف تقديره: الله أنزلها والجملة مقول القول

ثُمَّ: عاطفة

ذَرْهُمْ: فعل أمر والهاء في محل نصب مفعول به، والميم علامة جمع الذكور

فِي خَوْضِهِمْ: متعلقان بالفعل قبلهما أو بعدهما والجملة معطوفة

وجملة (يَلْعَبُونَ): في محل نصب حال.

وَما قَدَرُوا اللَّهَ: أي ما عرفوا الله حق المعرفة، وما عظموه حق عظمته، والضمير عائد إلى اليهود أو إلى مشركي قريش

إِذْ قالُوا: للنّبي صلّى الله عليه وسلّم وقد خاصموه في القرآن

قَراطِيسَ: واحدها قرطاس: وهو ما يكتب فيه من ورق أو غيره، والمراد: يكتبون الكتاب في دفاتر مقطعة

تُبْدُونَها: أي ما يحبون إبداءه منها

وَتُخْفُونَ كَثِيراً: مما فيها كنعت محمد صلّى الله عليه وسلّم

وَعُلِّمْتُمْ: أيها اليهود في القرآن

ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ: من التوراة ببيان ما التبس عليكم واختلفتم فيه.

قُلِ اللَّهُ: أنزله إن لم يقولوه، لا جواب غيره

فِي خَوْضِهِمْ: أباطيلهم.