حضّ الإسلام على التّسابق بعمل الخيرات، ونحن لا نجبر أحداً على ديننا، كما لا نريد أن يجبرنا أحد على دينه، بدليل أنّ الله يقول: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾ والاتّجاه للقبلة هو الاتّجاه للدّين، المهمّ التّسابق بفعل الخيرات. فحيثما توجّهتم، ومهما عملتم من خير أو شرّ، فلن يستطيع أحد أن يختفي عن الله، ولا أن يخرج عن إرادته، والجميع سيعرض على الحساب في الآخرة، لأنّ الله سبحانه وتعالى على كلّ شيء قدير.
وِجْهَةٌ: مبتدأ مؤخر
لكُلٍ: خبره المقدم، والوجهة: جاءت على خلاف القياس، لأنَّ القياس أن يقال: جهة، مثل عدة وصلة بحذف الواو، إلا أنهم
استعملوها استعمال الأسماء، على خلاف القياس.
وَمُوَلِّيها: مبتدأ وخبر، والجملة في موضع رفع صفة لوجهة، وَيعود إلى كل، وتقديره: لكل إنسان وجهة موليها وجهه، ويجوز أن يعود
إلى الله تعالى، أي الله موليها إياهم.
وِجْهَةٌ :قبلة.
مُوَلِّيها: أي يولّي وجهه في صلاته.
اسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ: بادروا إلى الطاعات وقبولها.
يأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً: يجمعكم يوم القيامة، فيجازيكم بأعمالكم.