يؤكِّد الله سبحانه وتعالى بأنّك أينما كنت، عليك أن تتّجه إلى الكعبة في صلاتك سواء كنت جنوب الأرض أم شمالها، في شرقها أم في غربها، بكلّ الجهات تتّجه في صلاتك جهة المسجد الحرام.
﴿وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ﴾: والحقّ هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتغيّر أبداً، والحقّ لا يكون إلّا من الحقّ. لا حجّة بعد الآن فيما يتعلّق بالقبلة والاتّجاه، ولكن: لماذا تغيّرت الوجهة عن بيت المقدس؟ بيت المقدس كان لكلّ الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وداود وسليمان وزكريّا ويحيى وعيسى عليهم السَّلام، فلقد كان موطن الرّسالات، والنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُسري به إلى المسجد الأقصى ثمّ عُرج به من المسجد الأقصى إلى السّماء، فوحدة التّوجّه إلى بيت المقدس تشير إلى وحدة الدّين والعقيدة والإيمان الّذي أُرسل به الأنبياء والرّسل، قال سبحانه وتعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشّورى]، فهذا دليل وحدة الدّين والعقيدة، وإن تعدّدت الشّرائع.