﴿وَلَوْ تَرَى﴾: يا محمّد.
﴿إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ﴾: وقفوا في هذا الموقف.
﴿قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ﴾: هذا ما كنتم تنكرونه في الدّنيا بأنّنا لسنا بمبعوثين ولن نقف هذا الموقف، ﴿أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ﴾.
عندما تحوّلوا إلى علم اليقين، ورأوا الجنّة جنّةً، والنّار ناراً، كان سيّدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: “والله لو كُشف عنّي الحجاب ورأيت النّار ناراً ورأيت الجنّة جنّةً ما زاد ذلك في إيماني شيئاً”؛ لأنّه آمن بالله سبحانه وتعالى وآمن برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. أمّا مشكلة بأنّنا نتمنّى أو نقول أو ندّعي بأنّ هذه الحياة الدّنيا هي منتهى الأمور فهذا لا يصحّ حتّى عقليّاً، فمن الأجدر أن نؤمن بأنّ هناك يوم حسابٍ لتنضبط حركة الإنسان في الحياة، وحتّى لا يتفلّت من الضّوابط القيميّة والأخلاقيّة، وليعلمَ بأنّه في هذا اليوم ستُنشر أعماله وسيُحاسب على الكبير والصّغير والقليل والقطمير ويتعرّض لرحمات الله سبحانه وتعالى ويتعرّض أيضاً لعذابه عزَّ وجلّ نتيجة لما ارتكب من آثام.