الآية رقم (27) - وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

انتقل الله تبارك وتعالى إلى الصّورة المقابلة؛ لأنّها مهما طالت فهي قصيرةٌ، مهما طال عمر الإنسان فسيقف هذا الموقف، فبعد أن كانوا ينهون عن الاستماع للقرآن الكريم وينأون عنه ويشوّشون عليه ويمنعون كلّ ما يتعلّق به.

﴿فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾: يا ليت هي كلمةٌ يقولونها، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ (101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾ [المؤمنون].

وَلَوْ: الواو استئنافية. لو حرف شرط غير جازم

تَرى: مضارع والجملة استئنافية

إِذْ: ظرف لما مضى من الزمن متعلق بالفعل قبله

وُقِفُوا عَلَى النَّارِ: فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور والواو نائب فاعله، والجملة في محل جر بالإضافة، وجواب لو محذوف أي لرأيت أمرا عظيما يومذاك

فَقالُوا: فعل ماض وفاعل والجملة معطوفة

يا لَيْتَنا: الياء للنداء، والمنادى محذوف، أو للتنبيه وليت حرف مشبه بالفعل، ونا اسمها

نُرَدُّ: مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل نحن والجملة في محل رفع خبر ليت

وَلا نُكَذِّبَ: الواو واو المعية، لا نافية، نكذب مضارع منصوب بأن المضمرة بعد واو المعية، والفاعل نحن

بِآياتِ: متعلقان بنكذب

رَبِّنا: مضاف إليه. والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل بعدها معطوف على مصدر مقدر والتقدير: يا ليت لنا ردا وعدم تكذيب

وَنَكُونَ: عطف على نرد

مِنَ: حرف جر

الْمُؤْمِنِينَ: اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر الفعل الناقص «نكن» واسمه ضمير مستتر تقديره نحن.

إِذْ وُقِفُوا: عرضوا، يقال: وقف على الشيء: عرفه وتبينه وجواب لَوْ محذوف تقديره في آخر الآية: لرأيت هولاً أو عجبًا أو مشقات ونحو ذلك.