﴿لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ﴾:
الهمّ نوعان: إمّا همّ إنفاذ، وإمّا همّ تزيين، وعندما يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ﴾ فهذا همّ تزيين، فهم يحاولون أن يزيّنوا الباطل ويُعتّموا على الحقيقة، ويضعوا النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بصورةٍ غير صحيحةٍ، ولكنّ فضل الله سبحانه وتعالى على رسوله الكريم ورحمته سبحانه وتعالى به منعت ذلك، فقد همّت طائفةٌ منهم أن يزيّنوا للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بألّا يحكم على المسلم وبأن يقول: إنّ اليهوديّ هو السّارق، معتقدين بذلك أنّهم يستطيعون أن يضلّوا النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن يزيّنوا له الباطل الّذي في أذهانهم، وتكفّل الله تبارك وتعالى بفضله ورحمته بالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فهم يضلّون أنفسهم ولا يضلّونه، فلا يستطيع أحدٌ أن يضلّه عليه الصّلاة والسّلام.