الآية رقم (13) - وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

﴿وَلَهُ﴾: الهاء تعود لله سبحانه وتعالى، اللّيل والنّهار هما ظرفا الزّمان.

﴿وَلَهُ مَا سَكَنَ﴾: أي له سبحانه وتعالى السّاكن، وكذلك له جلَّ جلاله ما يتحرّك بالكون، فكلّ متحرّكٍ يؤول أمره إلى السّكون؛ لأنّه لا يستطيع أن يبقى متحرّكاً باستمرار، فالإنسان يتحرّك في النّهار ويسكن في اللّيل، فهو لا يعمل أثناء النّوم، وكذلك عقله لا يعمل أثناء النّوم إلّا لسبع ثوانٍ تقريباً، لكن عمليّاً جسده ساكنٌ، فالله سبحانه وتعالى له ما سكن في اللّيل والنّهار، وله ما تحّرك باللّيل والنّهار.

وقد يكون المراد من كلمة: ﴿سَكَنَ﴾: ما حلّ في اللّيل والنّهار، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ [البقرة: من الآية 35]، في اللّغة العربيّة: له ما سكن معناه: إمّا توقّف عن الحركة أو حلّ في المكان.

وَلَهُ: الواو عاطفة له متعلقان بخبر مقدم محذوف

ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ: سكن فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والجملة صلة الموصول ما

وَالنَّهارِ: معطوف

ما: اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر.

وَهُوَ السَّمِيعُ: مبتدأ وخبر والجملة معطوفة

الْعَلِيمُ: خبر ثان.

ما سَكَنَ: ثبت. من السكون: ضد الحركة، وفيه اكتفاء بما ذكر عما يقابله، أي له ما سكن وما تحرك، مثل قوله تعالى: (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) [النحل 16/ 81] أي والبرد. والمقصود: له تعالى كل شيء، فهو ربه وخالقه ومالكه.