الآية رقم (11) - وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا﴾: أي: لن يؤخِّر الله سبحانه وتعالى أيّ نفس إذا حضر الأجل، وانقضى العمر، والله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء من أعمالنا، فهو يجازينا عليها بالإحسان إحساناً، وبالإساءة سخطاً وعذاباً وبُعداً عن الرّحمة والرّضوان.

وخلاصة هذه السّورة فضح المنافقين، ووجوب الاشتغال بطاعة الله عز وجلَّ، كقراءة القرآن الكريم، وإدامة الذّكر، وأداء الصّلوات الخمس، وإيتاء الزّكاة، والقيام بالفرائض جميعها، وعدم الالتهاء بتدبير الأموال والاهتمام بشؤون الأولاد على حساب الآخرة، ومن يشتغل بالمال والولد عن طاعة ربّه عز وجلَّ فأولئك هم الخاسرون، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ يدلّ على وجوب تعجيل أداء الزّكاة، ولا يجوز تأخيرها، وكذلك سائر العبادات، إذا جاء وقتها يجب أداؤها فوراً، قال ابن عبّاس رضي الله عنهما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ﴾، هذه الآية أشدّ على أهل التّوحيد؛ لأنّه لا يتمنى الرّجوع في الدّنيا أو التّأخير فيها أحد له عند الله سبحانه وتعالى خير في الآخرة، إلّا الشّهيد فإنّه يتمنّى الرّجوع حتّى يُقتَل، لما يرى من الكرامة.

﴿وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾: خبير بعمل العباد من خير وشرّ، لا تخفى عليه خافية، ويُجازي كلّ امرئ بما عمل خيراً أو شرّاً، إمّا جنّة وإمّا نار.

«وَلَنْ يُؤَخِّرَ» الواو حرف استئناف ومضارع منصوب بلن

«اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل

«نَفْساً» مفعول به والجملة استئنافية لا محل لها

«إِذا جاءَ أَجَلُها» ظرف زمان وماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة

«وَاللَّهُ خَبِيرٌ» مبتدأ وخبره والجملة حال «بِما» متعلقان بخبير

«تَعْمَلُونَ» مضارع وفاعله والجملة صلة.

{أَجَلُهَا} … وَقْتُ مَوْتِهَا.