الآية رقم (40) - وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا

﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ﴾: هذه المشاهد لم تكن مجرّد تاريخ يحكيه القرآن الكريم، إنّما مشاهد ومَرَاءٍ رآها كفّار مكّة في رحلة الصّيف يمرّون على هذه الدّيار، كما قال عزَّ وجلَّ في موضع آخر: ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾[الصّافّات]، فهذا التّاريخ له واقع يسانده، وآثار تدلّ عليه، والقرية الّتي أُمطرتْ مطر السَّوْء هي سدوم قرية قوم لوط عليه السّلام.

﴿أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا﴾: ألم يشاهدوها في أسفارهم؟

﴿بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا﴾: كلمة: ﴿بَلْ﴾ للإضراب، فهي تنفي ما قبلها، وتُثبِت ما بعدها، فالمعنى: أنّهم مَرُّوا عليها وشاهدوها، ويَعْرفونها تمام المعرفة، لكنّهم: ﴿لَا يَرْجُونَ نُشُورًا﴾، يعني: لا ينتظرون البعث، ولا يؤمنون به، ولا يعترفون بالوقوف بين يدي الله عزَّ وجلَّ للحساب، فكانوا يقولون: ﴿قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ﴾[المؤمنون].

في نهاية هذه النّماذج التي ذكرها الله عزَّ وجلَّ اختتم بسدوم، القرية الّتي أُمطِرَت مطر السّوء، بفعل قوم لوط، بالفاحشة، بماذا يُذكِّرنا هذا؟ يذكّرنا بالحملات المتتالية والقوانين النّاظمة والدّعوات الغربيّة من أجل الشّذوذ، ومن أجل ما سمّوه المثليّة، والّتي هي تجميل لكلمة شاذّ، هذا شذوذ وانقلاب للفطرة، وانقلاب لما أراده الله عزَّ وجلَّ من الإنسان، هذا ذكر وهذا أنثى، فالعقاب سيكون كما جرى لسدوم.

«وَلَقَدْ» الواو استئنافية واللام واقعة في جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق

«أَتَوْا» ماض وفاعل والجملة مستأنفة

«عَلَى الْقَرْيَةِ» متعلقان بأتوا

«الَّتِي» صفة للقرية

«أُمْطِرَتْ» ماض مبني للمجهول والجملة صلة

«مَطَرَ» مفعول مطلق

«السَّوْءِ» مضاف إليه أي الحجارة والقرية هي سدوم قرية لوط المدمرة.

«أَفَلَمْ» الهمزة للاستفهام التقريري والفاء استئنافية ولم حرف جازم

«يَكُونُوا» مضارع مجزوم ناقص والواو اسمها

«يَرَوْنَها» مضارع وفاعل ومفعول به والجملة خبر يكونوا

«بَلْ» حرف إضراب

«كانُوا» كان واسمها

«لا يَرْجُونَ» لا نافية وفعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل

«نُشُوراً» مفعول به والجملة خبر كانوا وجملة أفلم يكونوا.. استئنافية لا محل لها.