(وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ): لماذا؟ أوّلاً بيّن أحكام الزّواج ببناء أحكام الأسرة ووضع المعايير، أنت عندما تجد الخلافات داخل الأسرة، والخلافات بين الرّجل والمرأة فاعلم بأنّك دخلت على غير المعايير الّتي أقرّها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم والّتي جاء بها الإسلام، لا تحمّلوا الإسلام مخازيكم، لا تحمّلوه أخطاءكم، نحن عندما نأخذ إباحة وندع إلزاماً، نحن نخرّب كلّ النّظرة العامّة للإسلام، كيف تأخذ إباحة وتدع إلزاماً؟ الله سبحانه وتعالى ألزمك مثلاً بالعدل، وأباح لك التّعدّد، فتترك الإلزام وتأخذ الإباحة، آفة المسلمين اليوم هي أنّهم يأخذون إباحة، ويدعون إلزاماً، يريدون الميراث ولا يريدون أن يقوموا بحقوق الورثة، يقول لك: كيف يورّث العمّ، ولم يعلم ما طُلب من العمّ، أُلزم العمّ بالنّفقة، يريد العمّ أو الإنسان حصّته من الميراث ولا يقوم بما طُلب منه، لا تقوم بواجبك لكنّك تريد حقّك، وهذا لا يؤدّي إلى أيّ توازن على الإطلاق.
الإسلام وضع أُسساً للزّواج وبناء الأسرة، الأسرة الّتي هي أساس المجتمع، والأسرة هي الّتي تنتج الجيل القادم، فعلى هذا الأساس كان لا بدّ من ضوابط لبناء هذه الأسر، وهذه الضّوابط وضعها الإسلام وأوّلها كرامة المرأة، وحقوق المرأة، ما قبل الإسلام كان امتهان لحقوق المرأة الّتي كانت تُجعل أداة للزّينة وأداة للمتعة، ولم يكن لها حريّة بالتّملك ولا الحريّة الاقتصادية والاجتماعيّة والسّياسيّة والقيميّة