الآية رقم (81) - وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ﴾:  كيف: للتّعجب.

﴿وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا﴾: هناك تحديدٌ لمحل النّزاع، ما هي الغاية من الحجاج والنّقاش؟ هل الغاية فقط أن أنتصر عليك في الحجّة والبرهان؟ بالتّأكيد لا، فأنا أعرض وجهة نظر أو فكرةً معيّنةً وأنت تعرض الفكرة المضادّة، والمهمّ أن نصل إلى الحقّ، وليس المهمّ أن أنتصر أنا أو تنتصر أنت، المهمّ القضيّة الّتي نبحث عنها والّتي نتحاور من أجلها، فلذلك قال الخليل عليه السَّلام: ﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا﴾، سلطان العلم، والعلم قضيّةٌ واقعيّةٌ تستطيع أن تدلّل عليها عقليّاً، هذا سلطان العلم والحجّة والبرهان.

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾: هنا المساواة الّتي وضعها الخليل بينه وبين من يحاججه، والأمن: هو كلّ ما يتعلّق بسلام الإنسان الدّاخليّ والمجتمعيّ والأخرويّ، لذلك قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنّما حيزت له الدّنيا»([1]).

 


([1]) سنن التّرمذيّ: كتاب الزّهد، الحديث رقم (2346).

وَكَيْفَ: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال، والواو استئنافية

أَخافُ: فعل مضارع واسم الموصول «ما» مفعوله والجملة مستأنفة

أَشْرَكْتُمْ: فعل ماض وفاعله والجملة صلة الموصول لا محل لها.

وَلا تَخافُونَ: فعل مضارع والواو فاعله ولا نافية والجملة معطوفة أو حالية إن كانت الواو قبلها حالية.

أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ: أن والكاف اسمها وجملة أشركتم خبرها

بِاللَّهِ: متعلقان بالفعل قبلهما.

ما: اسم موصول مفعول به

لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ: مضارع مجزوم تعلق به الجار والمجرور

عَلَيْكُمْ: متعلقان بالفعل قبلهما

سُلْطاناً: مفعول به والجملة صلة الموصول لا محل لها.

فَأَيُّ: الفاء الفصيحة أي: اسم استفهام مبتدأ

الْفَرِيقَيْنِ: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى

أَحَقُّ: خبر

بِالْأَمْنِ: متعلقان باسم التفضيل (أحق)

إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ: كان فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمها وجملة تعلمون خبرها، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله: إن كنتم تعلمون فأخبروني: أي الفريقين أحق بالأمن؟ وجملة أي الفريقين مستأنفة لا محل لها.

وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ بالله: وهي لا تضر ولا تنفع.

وَلا تَخافُونَ: أنتم من الله.

أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ: في العبادة.

ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ: بعبادته.

سُلْطاناً: حجة وبرهاناً، وهو القادر على كل شيء.

إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ: من الأحق بالأمن والسلامة، أنحن أم أنتم، أي وهو نحن فاتبعوه.